لم يعد الإقبال على صلاتي العشاء والتراويح في العاصمة الاقتصادية في الدارالبيضاء خلال شهر رمضان الكريم مرتبطا بالأسماء ذات الصيت العالي، والتي تمكنت من تحقيق شهرة كبيرة في مجال قراءة القرآن، كما هو الحال بالنسبة للشيخ القزابري أو الكرعاني أو الحدادي وغيرهم، إذ التحقت بهذه الموجة الجديدة مجموعة من الشباب، الذين تمكنوا خلال هذا الشهر الكريم من استقطاب مجموعة كبيرة من المصلين. فقد تمكن مجموعة من الشباب ممن يتوفرون على أصوات شجية ويتقنون قواعد قراءة القرآن من اكتساب تعاطف الكثير من المصلين معهم، خاصة في المقاطعات المحيطية، وقام مجموعة من السكان بإقامة خيام بوسط الأحياء بشكل تطوعي ويتكلف بإمامة المصلين شباب من أعمار مختلفة، وذلك بسبب الاكتظاظ الكبير الذي تعرفه جل المساجد خلال هذا الشهر، وهو ما أتاح الفرصة لهؤلاء الشباب لإبراز مواهبهم في قراءة القرآن وتجويده، بشكل يثير استحسان العديد من المواطنين، خاصة الذين يقطنون في مناطق بعيدة عن المساجد التي يوجد بها القراء المشهورون في العاصمة الاقتصادية. وأصبح العديد من المصلين يحرصون على أداء صلاة العشاء والتراويح وراء أئمة يتوفرون على أصوات شجية تعينهم على الخشوع في الصلاة، وعادة ما يؤكد مجموعة من المواطنين أن الصلاة وراء إمام يتوفر على صوت شجي ومتحكم في قواعد القرآن تساعدهم على الخشوع في الصلاة ، لاسيما بالنسبة للتراويح التي تتطلب مجهودا كبيرا من قبل الإمام. وتعرف العشر الأواخر من شهر رمضان إقبالا كبيرا للمصلين على المساجد، ورغم ظهور مجموعة من الشباب والمقرئين الجدد ما يزال الشيخ القزابري يحقق أرقاما قياسية لعدد المصلين الذين يؤدون الصلاة وراءه، ويصل الرقم إلى ذروته ليلة ختم القرآن، حيث يقبل على مسجد الحسن الثاني مواطنون ليس فقط من مناطق مختلفة من الدارالبيضاء، ولكن أيضا من مجموعة من المدن، حيث يتكبد هؤلاء المواطنون معاناة السفر فقط من أجل الصلاة وراء الشيخ القزابري بمسجد الحسن الثاني والتمتع بأجواء ربانية في هذا الشهر الفضيل. وإذا كان الإقبال على مساجد الرحمان خلال هذا الشهر مسألة لا يمكن لأحد أن يجادل فيها، فإن العديد من علماء الدين يؤكدون أن هذا الحرص على إرضاء الله في هذا الشهر لابد أن ينعكس على سلوكيات الفرد، خاصة الجانب المرتبط بالأخلاق، كما أنه لابد من أن يبتعد، والكلام دائما للمهتمين بالشأن الديني، عن الرياء، لأنه يبطل الأعمال الحسنة.