لقي طفلان مصرعهما في أقل من 24 ساعة في مياه قناة للسقي تنطلق من مركز جماعة أفورار وتغطي المناطق السقوية لسهل بني موسى بالفقيه بن صالح. الحادثة الأولى سجلتها مدينة سوق السبت بالقرب من دوار الخرابشة بمدخل المدينة، وأوضحت مصادر "المساء" أن تلميذا يدعى قيد حياته "أيوب"، عاين زملاءه يسبحون في القناة، فالتحق بهم محاولا الهروب من موجة الحر الشديد، لكنه بمجرد ارتماءه في القناة لم يستطع مقاومة التيار ليغرق في الحال دون أن يتمكن زملاؤه من إنقاذه. وسجلت حادثة الغرق الثانية مساء الأحد قبيل أذان المغرب، وهذه المرة بمنبع القناة بمركز أفورار التابع لإقليم أزيلال، حيث غرق تلميذ كان يدعى قيد حياته أسامة أشتاش، ويبلغ من العمر 11 سنة، الذي لم تكتمل بعد فرحة والديه بعد ساعات فقط من نجاحه بقسم الخامس ابتدائي بعدما دخل البيت وبين يديه نتيجته الدراسية وخرج منه فرحا، قبل أن يعثر مقربون منه على ملابسه بجوار القناة بدوار تكانت. وباشرت عناصر الوقاية المدنية بحضور رجال الدرك وقائد مركز أفورار البحث عن جثة التلميذ بعد مغرب الأحد، بواسطة "الخباشات" المصنوعة من قضبان حديدية رقم 6 ، مما أثار غضب بعض أفراد عائلة الضحية ودفع قائد فريق الوقاية المدنية للتدخل وشرح أسباب الاستعانة بالخباشات لكونها الحل الوحيد أمام فرق الوقاية المدنية بالمنطقة. واستمر البحث لساعات طويلة عن الجثة رغم الظلام والاستعانة بالأضواء الكاشفة للسيارات، قبل أن يتم انتشال الجثة صباح أمس الاثنين. وتعيش مدن جهة تادلة أزيلال درجات حرارة مفرطة منذ نهاية الأسبوع الماضي تجاوزت في بعض الأحيان 44 درجة مائوية مما دفع الكثير من الشباب والأطفال إلى الهروب لقنوات الري والوديان، التي تعتبر الملاذ الوحيد في غياب فضاءات للسباحة، حيث تسجل بها سنويا عشرات حالات الغرق بمدن الجهة.