ولدت نوال الصوفي في المغرب، ورافقت والداها إلى كاتانيا وعمرها لا يتجاوز الأسبوع الثالث، درست العلوم السياسية والعلاقات الدولية، وفي السنة الجامعية الثانية، تمكنت من العمل في المحاكم والسجون كوسيط اجتماعي للتخفيف من معاناة المهاجرين. البداية.. مبكرة بدأت نوال العمل الإنساني منذ كان عمرها 14 عاما، عن طريق مساعدتها للمشردين الإيطاليين وكذلك المغاربة، غير أن حبها لفعل الخير وتقديم المساعدة للغير، جعلها تتجاوز حدود بلدها حيث تقطن والمشردين فيه إلى توجيه اهتمامها لمن رأتهم أكثر حاجة من غيرهم، وهم الأطفال والأمهات الفلسطينيات، ومن ثمة، بدأ اهتمامها بالقضية الفلسطينية من خلال مشاركتها في عدة مظاهرات منددة بالاحتلال وتضامنية مع الشعب الفلسطيني والشعب السوري، الذي تفاعلت مع معاناة شعبه وصوبت جل اهتمامها لشعبه بتنظيم قوافل طبية لفائدة نسائه وأطفاله. بدأت مشوارها الإنساني في سوريا برصيد شخصي لا يتعدى ثلاثة يوروهات فقط، وقامت بزيارات للمستشفيات وكذا الصيدليات للحصول على الأدوية. وفعلا تمكنت من تحقيق مرادها بأن جهزت قافلة طبية أسمتها «قافلة الحرية لحمص» وسافرت رفقة مجموعة من المتطوعين المشاركين في اتجاه سوريا لمد يد العون والمساعدة لأطفال سوريا. اعتراف دولي قالت نوال في تصريح لوكالة «فرانس برس»: «يمكن أن أتلقى اتصالا في أي وقت حيث أذكر مرة أن مهاجرين في البحر اتصلوا بي يصرخون: نحن 500 في المركب، نفدت المياه، نحن في البحر منذ 10 أيام…». مشوار رغم قصره، لكنه استطاع أن يجعل الأنظار تتجه صوب نوال التي صدر قبيل أيام بألمانيا كتاب يتناول قصتها بعنوان «نوال، ملاك اللاجئين». برنامج يومي تتابع نوال الصوفي في كاتانيا دروسا في العلوم السياسية وتعمل في الوقت نفسه بدوام جزئي مترجمة في محاكم صقلية، تمضي نوال أيضا وقتا طويلا في محطة قطار كاتانيا، حيث يسعى عدد من المهاجرين الذين وصلوا حديثا إلى متابعة رحلتهم إلى شمال أوروبا، رغم القوانين الأوروبية. وتقول نوال بخصوصهم: «عملي هو عرقلة عمل المهربين عبر الحدود البرية وأن أشرح للاجئين أنهم يستطيعون تبديل دولاراتهم في المصرف أو ركوب القطار إلى ميلانو دون الاستعانة بوسطاء محتالين».