مع استمرار الحرب والاقتتال في سوريا، لا يجد الآلاف من السوريين بدا من النزوح نحو بلدان الجوار، بل وحتى المغامرة بحياتهم وركوب الأمواج بحثا عن فرصة جديدة للحياة، غير أن مركب الأمل الذي يحملهم قد يقودهم إلى نهاية أليمة ونفق مظلم تلتهمهم فيه أمواج البحر وأسماكه، غير أن هذه النهاية قد تتغير بفضل رقم هاتفي وضعته سيدة مغربية رهن إشارة كل من انقطع به حبل الأمل وتاه عنه طوق النجاة في عرض البحر. يتعلق الأمر هنا برقم هاتف الشابة المغربية نوال الصوفي، التي رأت النور في المغرب، قبل أن تنتقل رفقة أهلها إلى كطانيا حيث ترعرعت ودرست وحصل على شهادة جامعية في مجال علوم الاتصال. وقبل عامين تقريبا، انخرطت نوال في العمل الإنساني وقررت وضع رقم هاتفها في خدمة اللاجئين السوريين الذين يوجدون في وضعية صعبة، لدرجة أنها أصبحت معروفة في أوساط اللاجئين والإعلام الإيطالي بلقب سيدة الإنقاذ أو (Lady SOS). وتصر نوال على الاحتفاظ بهاتف من الطراز القديم، حيث رافقها طيلة عشر سنوات، وأنقذت بفضله العديد من الأرواح. وتفسر سر عدم تخليها عن ذلك الهاتف بكون بطاريته قادرة على الاحتفاظ بالطاقة لأربعة أيام متتالية، وبالتالي يكون هاتفها قابلا لاستقبال اتصالات المستنجدين في أية لحظة. وتحكي الشابة المغربية أنها تحتفظ بدفتر تسجل فيه مختلف الاتصالات التي تتلقاها من اللاجئين، من بينها اتصال تلقته دجنبر الماضي من مركب يقل حوالي 800 مهاجر تخلى عنهم مهربوهم وسط البحر، واتصال آخر من مركب على متنه 350 شخصا من بينهم سيدة حامل، حيث قامت بالاتصال بسلطات خفر السواحل الإيطالية والصليب الأحمر الدولي وتم إنقاذ الجميع. انخراط نوال في العمل الإنساني لم يكن وليد اليوم، إذ كانت شغوفة به منذ كانت في 14 من العمر، واشتغلت كمترجمة في سجن صقلية، وساعدت السلطات في التواصل مع أول مركب للاجئين السوريين يصل إلى جزيرة صقلية في يوليوز 2013، حيث قدمت للاجئين كافة المعلومات المتعلقة بحقوقهم وتجنب الوقوع في أيدي المتاجرين في البشر مرة أخرى. ولقد نالت نوال شهرة كبيرة في الأوساط الإعلامية الإيطالية، حيث أجرت معها صحيفة «لاريبوبليكا» الواسعة الانتشار حوار خاصا، كما تجاوزت شهرتها الحدود وخصصت لها صحيفة «التايمز» البريطانية مقالا لتسليط الضوء على نشاطها الإنساني.