ظهرت أزمة حول قطاع النقل الحضري في مدخل مدينة صفرو، في الأيام الأخيرة، بسبب تفعيل قرار يقضي بدخول حافلات النقل الحضري إلى مدينة "حب الملوك". المواطنون المتضررون من ارتفاع أسعار تذاكر النقل بين فاسوصفرو تظاهروا للمطالبة بدخول "الطوبيسات" إلى المدينة، في حين خرج أصحاب سيارات الأجرة الكبيرة، وحافلات شركة "الغزاوي"، وبعدهما سيارات الأجرة الصغيرة، إلى الشارع للتظاهر ضد هذا الدخول، لأن فيه إضرارا بما يعرف في الأوساط ب"الروسيطة". وبين تظاهرات المواطنين الذين رددوا شعار "الشعب يريد الطوبيس"، وبين المتدخلين الآخرين في القطاع، تدخلت السلطات المحلية ل"منع" دخول حافلات شركة "سيتي باس" إلى مدينة صفرو، مبررة القرار بكونها تحتاج إلى "برهة تفكير"، بالرغم من أن قرار دخول حافلات النقل الحضري إلى المدينة تم بناء على قرار يحمل توقيع وزير الداخلية، تورد مصادر مسؤولة ل"المساء". وانتقدت المصادر تقاعس السلطات المحلية في الدفاع عن مصلحة المدينة، وبذل مجهودات لتقديم خدمات رخيصة لفئات عريضة من المواطنين في إقليم يعاني أوضاعا اجتماعية متدهورة، بسبب تدن كبير في فرص الشغل، وركود واسع للاقتصاد. وقررت حافلات "سيتي باس" تخفيض ثمن تذكرة الرحلة الرابطة بين فاسوصفرو إلى 6 دراهم، وخصصت للطلبة الذين يتابعون دراستهم في الكليات المفتوحة بجامعة فاس، بطائق السفر بثمن محدد في 150 درهما. واعتبرت فئات واسعة من المواطنين في المدينة بأن هذا القرار يخدم مصالحهم، لأنه يقدم خدمات هم في حاجة ماسة إليها، بثمن وصفوه ب"المعقول"، في حين رأى أصحاب سيارات الأجرة وحافلات "الغزاوي"، التي كانت "تحتكر" العمل وحيدة في المجال، بأن هذه الحافلات تهددها في المداخيل. وتعتبر هذه العروض بالنسبة لفئات واسعة من الأسر التي تعاني الهشاشة في المدينة بمثابة عروض مغرية، بينما ينظر إليها متدخلون آخرون في القطاع على أنها تشكل أكبر ضربة لأرباح ظلوا يجنونها في ظل غياب المنافسة. ووصفت مصادر محلية "مقاومة" دخول حافلات النقل الحضري من قبل بعض لوبيات القطاع ب"الجشع"، ودعت السلطات المحلية إلى تحمل المسؤولية، والدفاع عن المواطنين، عوض اتخاذ موقف سلبي، يفهم منه أنها رضوخ لضغوطات متدخلين نافذين في المجال.