حافظ الملتقى الوطني السابع للكاريكاتور والإعلام بشفشاون، في دورته السابعة، على خاصية القرب من سكان وزائري المدينة الشمالية، حيث فتح المجال من جديد لهؤلاء من أجل الاحتكاك مع رسامي كاريكاتور محترفين وشباب، والحصول على بورتريهات ساخرة. ففي فضاء «وطا الحمام» التاريخي، كان المجال مفتوحا للمواطنين للاستمتاع بالنسخ الساخرة من وجوههم، والتي قام برسمها فنانو كاريكاتور مثل الحسن بختي وخالد كدار وعبد الغني الدهدوه ومحمد الخزوم، والمصري تامر يوسف وغيرهم، بالإضافة إلى تقديم معلومات للزائرين حول فن الكاريكاتور ودوره الفني والإعلامي. واعتبرت إدارة الملتقى أن الفقرة المذكورة تعد من أهم الأنشطة المبرمجة على مدى ثلاثة أيام، فهي تفسح المجال للناس للاحتكاك بالفنانين الساخرين والتعرف عن قرب على بعض خصائص الكاريكاتور، كما تقرب ثقافة الصورة والسخرية إلى وجدان الجهور وتجعله يتقبلها بدون تشنج. وكان اليوم الختامي للملتقى الوطني للكاريكاتور والإعلام، الذي أسدل الستار على دورته السابعة أمس الأحد، قد شهد تنظيم ندوة تكريمية للرسام المصري الساخر تامر يوسف، الذي تحدث عن تجربته الخاصة والتجربة المصرية عموما مع فن الكاريكاتور. وتطرق يوسف إلى معاناة الرسم الساخر في مصر مع المنع والمحاصرة طويلا، وإلى سجن ونفي مبدعيه، منذ العهد الملكي، مرورا بعهدي جمال عبد الناصر وأنور السادات، وصولا على عهد حسني مبارك، الذي كان يحاول توظيف فناني الكاريكاتور بما يخدم نظامه، ويوهم المواطنين بمنحهم مساحة للحرية. وقال يوسف إنه عانى بدوره من التضييق ومن أيام عصيبة جراء معاكسته للنظام القائم، حيث وصف نفسه بالصوت المعارض داخل صحيفة «الأهرام» القومية الناطقة باسم النظام، وهو تضييق عاد من جديد في الآونة الأخير لكن بشكل «قانوني»، حسب تعبيره، حيث تم إبعاده عن رسم المواضيع الداخلية لمصر وحصره في المواضيع الدولية. وأوضح يوسف أن الكاريكاتور المصري بات يعاني من ترسبات أثرت على مساره ومهنيته، نتيجة توالي سنوات التضييق والاستغلال السلطوي، متحدثا عن مشروعه للبحث عن رسامي الكاريكاتور الموهوبين في مختلف المحافظات المصرية بما فيها النائية، داعيا في الوقت نفسه إلى تأسيس «اتحاد عربي إلكتروني لفن الكاريكاتور»، بهدف تجميع جهود الرسامين الساخرين العرب وضمان تبادل الخبرات فيما بينهم.