هاجم حكيم بنشماس، عضو المجلس الوطني لحزب الأصالة والمعاصرة، حكومة عبد الإله بنكيران، بسبب عدم التزامها بالوعود التي قدمتها في البرنامج الحكومي، حيث دعا المغاربة، خاصة الشباب منهم، إلى الانخراط في العمل السياسي، وعدم ترك الملك «كايتقاتل» وحيدا من أجل البلد، مع «هؤلاء الذين تختبئ الشياطين في لحاهم»، وفق تعبيره. وقال بنشماس، في مهرجان خطابي أول أمس الأحد بمدينة سيدي سليمان، إن من «يلعبون دور الملائكة يقدمون الدليل تلو الدليل على أنهم ارتكبوا واحدة من أخطر عمليات النصب على الشعب المغربي يوم وعدوه بأشياء كانوا واثقين بأنه يصعب تحقيقها». من جهته، وجه إلياس العماري، نائب الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، انتقادات شديدة لمدبري الشأن المحلي بمدينة سيدي سليمان، التي لم تشهد أي تطور مقارنة بباقي المناطق. وقال إنه لا يريد أن يحكم، ولا الترشح للانتخابات، ولكن «ما نريده هو أن نكون شركاء في بلادنا»، يضيف العماري. وتساءل الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، في سياق حديثه عن فاجعة الصخيرات: «لا أدري ما المصيبة التي ارتكبناها حتى يموت أبناؤنا حرقا أو غرقا». هذه الفاجعة دفعت منظمي المهرجان الخطابي إلى الإعلان عن تأجيل حفل فني تضامنا مع أسر الضحايا. إلى ذلك، اعتبر بنشماس، في سياق الانتقادات الموجهة إلى الحكومة، أن «الله سبحانه وتعالى لا ينصر الحكومة الظالمة حتى لو كانت مسلمة، ولكنه ينصر الحكومة العادلة حتى لو كانت كافرة». ودعا في هذا السياق رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، إلى أن يتصرف كرئيس حكومة لجميع المغاربة وليس لبعضهم فقط، قبل أن يضيف بأن الملك يجوب المغرب من أقصاه إلى أقصاه ويدعو المسؤولين والحكومة والبرلمان إلى أن يتقوا الله في هذا البلد. ونفى المتحدث ذاته أن تكون المعارضة، ومنها حزب الأصالة والمعاصرة، قد عرقلت أي مشروع إصلاحي جاءت به الحكومة. وقال إن «المعارضة صوتت لصالح أغلب القوانين التي جاءت بها الحكومة كلما بدا لها أن هذه النصوص فيها مصلحة للبلد، ولم يسجل على الأصالة المعاصرة أنه وقف في وجه الإصلاح». ودعا الشباب إلى كسر جدار الخوف الذي تسلط على المغرب لمدة معينة، وأن يرفعوا رؤوسهم عاليا لأن «الملك يحمي ويصون حقوق وواجبات المواطنين»، يضيف بنشماس، الذي توقف عند الإجراءات التي جاءت بها الحكومة لتنمية العالم القروي، حيث سجل أنه ليس مقبولا من حكومة جاءت بعد دستور 2011، الذي أعطى لرئيسها صلاحيات وموارد لم تتوفر لأي وزير أول من قبل، أن يكون هناك مغاربة يعيشون في القرى بأقل من دولار في اليوم. وأشار إلى أن «الحكومة التزمت بالاهتمام بساكنة العالم القروي ليستفيدوا ولو بجزء بسيط من الحقوق، من خلال ما أسمته صندوق تنمية العالم القروي والمناطق الجبلية، والذي خصصت له مليار درهم كل سنة، لكن منذ ثلاث سنوات لم تصرف إلا 20 في المائة من المليارات الموجودة في الصندوق». وأضاف بنشماس أن «المشكل ليس في ضعف الموارد، وإن كان المغرب لا يتوفر على البترول والغاز، بل إن ميزانية الدولة فيها خير كبير». وأشار إلى أن «رئيس الحكومة خصص كثيرا من الوقت للمعارك الدونكيشوتية، في حين أن القضايا الحقيقية لم يعطها الوقت الكافي، بل حاول فقط فرض الوصاية الأيديولوجية على المغاربة وعلى أذواقهم».