بعد أيام قليلة على القمة الفرنسية المغربية، من المنتظر أن يطير عبد الإله بن كيران إلى إسبانيا لقمة مشابهة مع الجارة الجنوبية، يهيمن عليها الجانب الأمني، إذ كشفت مصادر إسبانية أن الهجرة السرية ومكافحة الإرهاب هي أبرز الملفات التي يستعد المسؤولون الإسبان لبحثها مع نظرائهم المغاربة خلال القمة المرتقبة بين البلدين الجمعة المقبل. واعتبرت المصادر ذاتها أن المسؤولين الإسبان يتجهون لطلب المزيد من الدعم والتعاون بخصوص قضية استمرار تدفق المهاجرين السريين، في وقت تواجه فيه إسبانيا ضغوطا أوربية لاستقبال المزيد من اللاجئين. ويكتسي ملفا الهجرة السرية والإرهاب أهمية كبيرة لدى السلطات الإسبانية في علاقاتها بالمغرب، بسبب تحوله إلى نقطة عبور لآلاف المهاجرين غير النظاميين من دول جنوب الصحراء، في طريقهم إلى دول أوربا وخاصة إسبانيا، إذ تشير إحصائيات إسبانية إلى أن نحو 16 ألف مهاجر أفريقي سري حاولوا التسلل واقتحام السياج الشائك المحيط بمدينة مليلية خلال الأشهر الثمانية الأولى من سنة 2014، وتشير الإحصائيات ذاتها إلى أن أكثر من 3 آلاف و600 مهاجر نجحوا في التسلل إلى داخل مدينة مليلية. إلى ذلك تمكنت البحرية المغربية من إحباط محاولة إقدام حوالي 19 مهاجرا يتحدرون من دول جنوب الصحراء على التسلل إلى السواحل الإسبانية عبر مضيق جبل طارق، وكشفت مصادر أمنية أن المهاجرين انطلقوا على قاربين مطاطيين، الأول يحمل 10 أشخاص والثاني 9، من سواحل ضواحي مدينة طنجة، في أقصى شمال المغرب، دون أن يحدد البلدان التي يتحدرون منها. وكان رئيس الحكومة عبد الإله بن كيران قد حل بفرنسا الأسبوع الماضي رفقة 12 من وزرائه في قمة مغربية فرنسية بعد سنة من فتور العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، توجت بالتوقيع على 20 اتفاق ثنائي بين البلدين، كما استقبل الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند بن كيران على هامش هذه الزيارة.