تخرج العصبة الاحترافية يومه الأربعاء إلى الوجود، إذ يتجه سعيد الناصري رئيس الوداد إلى رئاستها، خصوصا أن اللائحة التي يترأسها والتي تتشكل من فؤاد الورزازي (الكوكب المراكشي) والحبيب سيدينو (حسنية أكادير) وعبد الحق ماندوزا (الراك) وعادل التويجر (جمعية سلا)، ستدخل السباق وحيدة دون أي منافس، بعد أن تم «طبخ» كل شيء في الكواليس. أولا عندما نطلع على لائحة الناصري، فإن أول ملاحظة تثير الانتباه، هو أنها تتشكل من اسمين عارضا بشكل قوي عقد الجمع العام السابق الذي كان مقررا في شهر مارس الماضي، بمبرر أن القانون الأساسي سيجعل المولود يخرج مشوها، ويتعلق الأمر بالورزازي والناصري. الملاحظة الثانية هي وجود عبد الحق ماندوزا ضمن هذه اللائحة، فإذا كان الرجل سيمثل فريق الراك الذي يلعب بالقسم الثاني، فإن عليه أن يستقيل من رئاسة ودادية المدربين، لأنه ليس مقبولا في عصبة احترافية أن يتواجد مسؤول بقبعتين، ففي ذلك ضرب لقواعد الاحتراف وخرق للقانون، هذا دون الحديث عن ضرورة وجود ماندوزا من عدمه خصوصا أن الرجل قضى سنوات طويلة في مجال التسيير والتدريب. الملاحظة الثالثة، هو أن لاشيء تغير في القانون الأساسي الذي كان مثار جدل، لكن الجميع قرر ركوب «السفينة»، دون أن ندري هل سترسو إلى بر الأمان أم ستغرق، والمثير أن لا أحد تحدث اليوم ليقول «اللهم إن هذا منكر» أو يدلي بوجهة نظره في هذا القانون، هناك صمت مريب وعلامات استفهام وشك، بل إن أسطوانة الفيفا والقانون المشوه والصلاحيات توقفت، وكأننا كنا نتابع «كاميرا خفية» وليس نقاشا حقيقيا. ما حدث في ملف العصبة الاحترافية، هو نموذج مبسط لما يحدث في الكثير من المجالات في هذا البلد السعيد، فهناك من يتحول إلى «حياح» يقيم الدنيا ولا يقعدها، يناور هنا وهناك، يحتج، يقلب الطاولة، لكن ما أن يحصل على منصب أو كرسي وتير أو نفوذ، حتى يبتلع لسانه ويصمت، وكأن شيئا لم يقع. هذه الانتهازية والوصولية هي التي قادتنا إلى ما نحن عليه اليوم.