أصيب دركيان بجروح خطيرة جدا، أول أمس، بعد انقلاب جرار كان يقلهما في إطار الحملة التي تشنها السلطات لمحاربة القنب الهندي بجماعة «تبودة» قيادة «تافرانت» دائرة غفساي، التابعة لنفوذ عمالة تاونات. وكشفت المصادر أن الحادث وقع مباشرة بعد انتهاء اللجنة المختلطة المشرفة على هذه العملية من مهمتها، حيث انقلب الجرار الذي كان يقل عناصر القوة العمومية، التي رافقت اللجنة المذكورة في إتلاف مساحات كبيرة من محصول الكيف، وهو ما تسبب في تعرض دركي لكسر خطير وإصابة زميله بجروح بليغة، فيما تمكن سائق الجرار من الخروج من هذا الحادث سليما، بعدما بادر إلى القفز من الناقلة قبل انقلابها. واستنفرت هذه الحادثة كبار مسؤولي عمالة إقليمتاونات، الذين سارعوا إلى إرسال سيارة إسعاف نقلت الدركيين إلى المستشفى، خاصة أن المنطقة كانت وقتها تغلي باحتجاجات الفلاحين الفقراء، الذين اتهموا السلطات بممارسة الانتقائية والتمييز ونهج سياسة الكيل بمكيالين في الحملة التي تشنها على مزارع الكيف الموجودة بجماعة «تبودة». وأضافت المصادر أن سكان المنطقة استشاطوا غضبا مما وصفوها بالحكرة التي تمارس عليهم من قبل لجنة محاربة القنب الهندي، وأعربوا عن استيائهم الشديد لقيام اللجنة بغض الطرف عن العديد من المزارع المعروف أصحابها بنفوذهم وعلاقاتهم، لكنها في المقابل، تستهدف أراضي البسطاء الذين لا يتوفرون على أي مورد عيش لهم ولأبنائهم. واتهم الفلاحون الغاضبون، وفق ما جاء على لسان المصادر نفسها، مسؤولا كبيرا في السلطة، بتوجيه مسار اللجنة المختلطة لمحاربة زراعة القنب الهندي، والتحكم في برنامج عملها، بكيفية تراعي مصالح جهات نافذة تستفيد من الحماية التي ظلت توفرها لها أطراف محسوبة على عمالة الإقليم. وعلمت «المساء» أن جهات عليا دخلت على الخط، بينها حسن بلهدفة، عامل تاونات، الذي سارع، في اليوم نفسه، إلى استدعاء الاستقلالي بنشريف مولاي رشيد، رئيس جماعة «تبودة»، الذي نقل إليه سخط فلاحي المنطقة على اللجنة، وكشف له سياسة التمييز التي تنهجها بين الدواوير، مستدلا على ذلك بكون هذه اللجنة شنت، في ظرف أقل من أسبوع، حملتين على نفس الدوار بالجماعة، في حين ظلت مزارع أخرى خارج التغطية.