أثارت عودة واجهة تجارية بمدينة سلا إلى بيع المشروبات الكحولية (الخمور) موجة ًمن الانتقاد من طرف أعضاء مجلس المدينة الذين طالبوا باتخاذ إجراءات حاسمة لإجبار المركز التجاري «كارفور» على التراجع عن هذه الخطوة. وأكد أعضاء من المجلس، خلال دورة سابقة، أن ترويج المشروبات الكحولية بالمركز المذكور، والذي يقع ضمن رقعة تتقاسمها أحياء شعبية تتسم بالهشاشة الاجتماعية (سيدي موسى حي الرحمة دوار الشيخ مفضل تابريكت)، من شأنه أن يؤدي إلى تدهور الوضع الأمني بمدينة سلا ويساهم في استقطاب مدمنين جدد من التلاميذ بحكم قربه من بعض المؤسسات التعليمية. ووجه أعضاء من الجماعة الحضرية لسلا الدعوة إلى الجمعيات، وكذا إلى جميع الفاعلين السياسيين بالمدينة، من أجل تنظيم وقفة احتجاجية للتنديد بإقدام مركز «كارفور» على استئناف بيع المشروبات الروحية بعد تخصيص رواق للكحول ضمن فضائه. وشدد عزيز بنبراهيم، عن حزب العدالة والتنمية، في تصريح ل«المساء»، على أن التصدي لبيع الكحول «ليس شأنا خاصا بالحزب»، بل يهم جميع السلاويين لأن مدينة سلا ليست «بحاجة إلى الخمر والقرقوبي بل إلى تعزيز الخدمات الاجتماعية»، كما أشار إلى أنه سيتم تكثيف الاتصال بالمجتمع المدني والسياسي، وكذا بآباء وأولياء تلاميذ المؤسسات التعليمية القريبة من المركز التجاري لبحث الموضوع بعيدا عن المزايدات السياسية، قبل أن يختم بالقول: «نأمل ألا نخوض هذه المعركة لوحدنا». وفي نفس السياق، اتهم خالد فتحي، نائب عمدة مدينة سلا، أحزاب المعارضة باستغلال موضوع بيع الكحول في إطار مزايدة سياسية تحاول إظهار المجلس وكأنه عاجز عن اتخاذ قرار حاسم في هذا الملف، وأكد فتحي أن مدينة سلا بقيت لعقود محصنة ضد الخمر، وهو الامتياز الذي يجب المحافظة عليه. وكان نفس المركز قد خلق جدلا كبيرا قبل الانتخابات الجماعية، بعد تنظيم وقفة احتجاجية تحولت إلى تبادل للاتهامات بين عدد من المرشحين باستغلال موضوع بيع المشروبات الكحولية والوقفة المناهضة له في إطار الدعاية الانتخابية، قبل أن يقدم المركز على اتخاذ قرار بوقف بيع الخمر، وهو القرار الذي امتد إلى حوالي خمسة أشهر قبل أن يتم التراجع عنه بعد انتخاب المجلس الجديد. إلى ذلك، لم يستبعد مسؤول أمني بمدينة سلا أن تكون لترويج المشروبات الكحولية بالقرب من الأحياء الشعبية تداعياته على المستوى الأمني، وأكد أن عددا من الجرائم والاعتداءات ينفذها منحرفون يكونون تحت تأثير المخدرات أو الخمر، كما أن البعض منهم يلجأ إلى اعتراض سبيل المواطنين وسلبهم ممتلكاتهم من أجل شراء ما يحتاج إليه من كحول أو شيرا، يضيف ذات المسؤول الأمني. الجدل القائم حول ترويج المشروبات الكحولية بمدينة سلا يأتي في الوقت الذي تشهد فيه المدينة افتتاح عدد من الواجهات التجارية الكبرى، حيث افتتح مركز تجاري بسلاالجديدة قبل شهور، مع حديث عن افتتاح مركز آخر على مساحة شاسعة، إضافة إلى مركز تجاري في قلب المدينة بالقرب من حي تابريكت.