تحولت الجلسة العمومية بمجلس النواب، أول أمس الأربعاء، والتي كانت مخصصة للدراسة والتصويت على عدد من النصوص التشريعية الجاهزة، إلى ما يشبه «قسما مدرسيا»، عمته حالة من «الفوضى»، بعدما أقدم رشيد الطالبي العلمي، رئيس مجلس النواب، على تلاوة لائحة أسماء النواب المتغيبين، عن جلسة يوم الجمعة الماضي، والتي كانت مخصصة للتصويت على مشاريع القوانين التنظيمية المتعلقة بالعمالات والأقاليم والجماعات الترابية. هذا الإجراء، الذي كشف غياب نحو 150 نائبا برلمانيا، معظمهم ينتمون لفرق المعارضة، لقي رفضا شديدا من قبل عدد من النواب، حيث عبروا عن امتعاضهم من إقدام العلمي على «فضح» غيابهم، مما أثار حفيظتهم، وحول الجلسة من تشريعية إلى جلسة لتقديم تبريرات عدم حضورهم، والتي أرجعها البعض إلى وجود أسباب قاهرة، فيما برر آخرون ذلك بكونهم كانوا في مهمات خارج المغرب. الكشف عن لائحة المتغيبين، أثار الكثير من اللغط، ما دفع نبيلة بنعمر، عضو فريق الأصالة والمعاصرة، إلى التهديد بتقديم استقالتها من مجلس النواب، قائلة: "نحن برلمانيون، لكن ذلك لا يمكن أن ينزع عنا إنسانيتنا، فلا يمكن بعد 37 سنة من الزواج أن يكون زوجي مريضا، ومنديهش ونجيبو للاكلينيك». بدورها، انتفضت نزهة الصقلي، عضو فريق التقدم والاشتراكية في وجه العلمي، وربطت غيابها بمهمة بالولايات المتحدةالأمريكية، ولقائها بمعية إحدى البرلمانيات بكاتب الدولة في الخارجية جون كيري، وقالت: «لقد كنا في مهمة للدفاع عن الوحدة الترابية، والتقينا بكاتب الدولة في الخارجية واش هذا ماشي عمل ديبلوماسي؟». رد العلمي لم يتأخر كثيرا على منتقدي إقدامه على الكشف عن لائحة الغياب، حيث أكد أن هذا القرار تم اتخاذه من قبل المجلس، وأنه تم التصويت عليه، داعيا الفرق النيابية إلى تفهم الأمر. وهدد رئيس مجلس النواب بسحب لوائح الغياب إذا ما استمر رفض النواب لهذا الإجراء، إلا أن فرق الأغلبية، وخاصة العدالة والتنمية والتجمع الوطني للأحرار، طالبت بعدم سحبها، مرددين كلمة «لا» عدة مرات. وتساءل العلمي غاضبا «وغير اللي رشقات ليه ادير شي عذر ونخليو هاد البرلمان خاوي"، مضيفا «راه النظام الداخلي للمجلس واضح، والعذر المقبول هو أن يكون النائب في مهمة رسمية باسم مجلس النواب، أما باقي الأعذار فهي غير مقبولة».