مرة أخرى، يحتل المغرب ذيل الترتيب في تقرير دولي يرصد إمكانيات الرأسمال البشري، وخاصة ما يتعلق بمعدلات البطالة وانخفاض نسبة التسجيل في التعليم الجامعي وبرامج التدريب المهني. وجاء المغرب في الرتبة 95 في التصنيف من أصل 124 دولة متفوقا على تونس، التي جاءت في المرتبة 98، فيما احتلت الجزائر المرتبة 114، وجاءت موريتانيا في المرتبة 122. وأفاد التقرير، الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي، والذي يهدف إلى قياس قدرة الدول على رعاية المواهب من خلال التعليم، وتنمية المهارات، والتوزيع في جميع مراحل الحياة والتشغيل، بأن المغرب قام بتطوير 59.04 في المائة من إمكانات الرأسمال البشري لديه، فضلا عن أن نسبة مشاركة القوى العاملة في المغرب وصلت إلى نحو 50.5 في المائة، في حين تعدت نسبة التوظيف الإجمالي لعدد السكان 46 في المائة. ويقيم المؤشر مستويات التعليم، والمهارات، وفرص العمل المتاحة في خمس مجموعات عمرية مختلفة، بدءا من أقل من 15 عاما وصولا إلى أكبر من 65 عاما، كما يقيم نتائج الاستثمارات السابقة والحالية في الرأسمال البشري، ويقدم رؤية معمّقة لما ستبدو عليه قاعدة المواهب في دولة ما في المستقبل. وبيّن التقرير أنه فضلا عن 14 دولة حققت نسبة استفادة قصوى من الرأسمال البشري بنسبة تصل إلى 80 في المائة، سجلت 38 دولة ما بين 70 و80 في المائة. وسجلت 40 دولة أخرى ما بين 60 و70 في المائة، بينما سجلت 23 دولة ما بين 50 و60 في المائة، وتسع دول ظلت أقل من 50 في المائة. يصنف مؤشر الرأسمال البشري 124 دولة وفقا لمدى نجاحها في تطوير الرأسمال البشري الخاص بها وتوزيعه، مع التركيز على التعليم والمهارات والتوظيف. وهو يهدف إلى فهم ما إذا كانت الدول تهدر الإمكانات البشرية الخاصة بها أم تزيد من قدراتها. ويقيس هذا التقرير مدى ابتعاد ذلك عن الشكل المثالي أو الهدر، من خلال تجميع البيانات وتصنيفها في خمس فئات عمرية لتحديد الملامح الديموغرافية لدولة ما، وهي أصغر من 15 عاما، والشباب من 15 وحتى 24 عاما، والجزء الأكبر من القوى العاملة من 25 وحتى 55 عاما، ثم الأعضاء الأكبر في معظم القوى العاملة من 55 وحتى 64 عاما، وأكبر السكان سنا من 65 عاما أو أكبر. ويستند التقرير على سبعة وأربعين مؤشرا تم تجميعها من طرف منظمة اليونيسكو ومنظمة الصحة العالمية وأيضا المنظمة الدولية للشغل، وأورد أن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا هي من أكثر المناطق تباينا ضمن المؤشر، إذ أنها تشمل ثلاثة مستويات من الدخل تتراوح بين الفئات العمرية التي تتماشى مع متوسط الاقتصادات الأوروبية ذات الدخل المرتفع وأخرى مع البلدان ذات الأداء الأسوأ في منطقة جنوب الصحراء الأفريقية. على صعيد متصل تصدرت الإمارات العربية المتحدة قائمة الدول الخليجية في تطوير إمكانات الأفراد واحتلت المركز 54 عالميا، مسجلة 69.3 في المائة، وجاءت قطر في المرتبة الثانية خليجيا و 56 عالميا ب 69 في المائة، أما المملكة العربية السعودية فحلت في المرتبة ما قبل الأخيرة خليجيا وال 85 عالميا مسجلة 61.38 في المائة، وتضمن التقرير دولا عربية أخرى، فحلّت الأردن في المركز 76 واليمن 124، المراكز الأخيرة في المنطقة. وعلى الصعيد العالمي، تصدرت فنلندا التصنيف العالمي لمؤشر الرأسمال البشري في عام 2015 وسجلت 86 في المائة. واحتلت النرويج المركز الثاني، وسويسرا المركز الثالث، وتليها كندا ثم اليابان لتكتمل دول المراتب الخمس الأولى، والتي تشكل جزءا من مجموعة الدول ال 14 التي تخطت نسبة 80 في المائة.