ندد تلاميذ وأطر ثانوية عثمان بن عفان بمدينة الكارة بالوضع المتدهور الذي آلت إليه مؤسستهم، بعد التوقف المفاجئ لأشغال ترميمها وإصلاحها، وبعد أن علموا بأن إحدى البنايات المحاذية للمدرسة آيلة للسقوط. وأكدوا أن فضاء المؤسسة تحول إلى مطرح للأتربة ومواد البناء والحفر، وبرزت الأسلاك الكهربائية والشقوق داخل جدران بعض أقسامها الدراسية، مما عرقل سير الدراسة، وجعل التلاميذ والمدرسين يعيشون وسط ورش كبير مفتوح على كل الأخطار والأمراض، وهددوا بعدم ولوج المؤسسة والاعتصام أمام بابها الرسمي في انتظار تسوية الوضع. وتوصلت «المساء» بشكايات العديد من آباء وأمهات التلاميذ أكدت كلها أن أبناءهم وبناتهم معرضون للإصابة بالتعفن أو السقوط في الحفر أو الإصابة بالتيار الكهربائي. كما أصبحوا مهددين بسقوط إحدى العمارات التي كشف مهندس المشروع في تقرير له أنها آيلة للسقوط، وهو ما جعل المقاول صاحب المشروع يوقف الأشغال. وكانت أكاديمية التربية والتكوين بجهة الشاوية ورديغة رصدت قبل الموسمين الدراسيين الأخيرين مبلغ 160 مليون سنتيم لترميم وإصلاح الثانوية، وعهد إلى المسؤولين بنيابة سطات بالإشراف على المشروع، الذي كان من المفروض أن يتم خلال العطلة الصيفية، لكن الأشغال انطلقت بتزامن مع انطلاق الموسم الدراسي الجاري، وهو ما أدى إلى عرقلة السير العادي للمؤسسة بسبب كثرة الحفر ومواد البناء وضجيج آلات الحفر وصوت المحركات. كما علمت «المساء» أن مهندس المشروع اكتشف أن الجناح الذي بدأ في ترميمه لا يتوفر على بنية تحتي صلبة، وهو ما جعل الأخير يوقف الأشغال خوفا من انهيار العمارة، ويرفع تقريرا إلى المسؤولين لتبرئة ذمته. واعتبر المهندس في تقريره أن الجناح يشكل تهديدا مباشرا لسلامة التلاميذ والأطر العاملة بالمؤسسة، كما أن المقاول سحب معداته وآليات العمل دون إعادة هدم وتغطية الحفر والأسلاك الكهربائية ذات التوتر المتوسط. وهو ما حول فضاء الثانوية إلى مطرح للأتربة المتراكمة والأحجار، مليء بالحفر، كما برزت الشقوق والتصدعات داخل جدران بعض الأقسام الدراسية، مما خلف استياء كبيرا لدى المدرسين والتلاميذ على حد سواء. وقد نظم المدرسون أربع وقفات احتجاجية صباح ومساء يومي 3 و11 نونبر. كما طالب مجلس تدبير المؤسسة بزيارة اللجنة التقنية المكلفة بالأشغال للوقوف على الوضعية العامة للمؤسسة، وفتح حوار جاد ومسؤول مع المجلس لإيجاد حلول ناجعة وعاجلة وضمان أمن وسلامة الأطر التربوية والمتعلمين. وهدد أعضاء المجلس بالتصعيد في حال عدم الاستجابة لمطلبهم بالإسراع بإصلاح المؤسسة.