عاشت الخطوط السككية، زوال أول أمس الثلاثاء، شللا تاما امتد لأكثر من أربع ساعات، وذلك إثر عطب عرفه مزود الكهرباء بين المحمدية وبوزنيقة، وهو ما تسبب في ارتباك كبير على مستوى مختلف المحطات، اضطر معه مسؤولو المكتب إلى إغلاق شبابيك التذاكر. واندلعت احتجاجات قوية وصلت إلى حد احتلال المسافرين لسكتي الرباطالمدينة وأكدال، حيث استعان المكتب بقوات الأمن لتحرير الخطين السككيين، فيما ردد المسافرون الغاضبون شعارات تطالب برحيل ربيع الخليع، المدير العام للمؤسسة، ووزير النقل والتجهيز عزيز الرباح، اللذين حملاهما مسؤولية التردي الكبير للخدمات. وتكبد المسافرون، ومن بينهم برلمانيون حضروا جلسة الأسئلة الشفهية بمجلس النواب، عناء الانتظار تحت أشعة الشمس والحرارة المرتفعة التي بلغت أكثر من 40 درجة، فيما ظلت مكبرات الصوت داخل مختلف المحطات تعلن عن استمرار تأخر القطارات بسبب «عطب» أربك تحركها. إلى ذلك قدم المكتب الوطني للسكك الحديدية روايته في بلاغ توصلت «المساء» بنسخة منه. وأوضح البلاغ أنه في حدود الساعة الثانية والنصف من زوال الثلاثاء 12 ماي، توقف قطار مكوكي عند منطقة المنصورية بسبب عطب طال خط التزويد بالكهرباء. وأوضح المكتب أن هذا الحادث الذي تسبب في ارتباك حركة القطارات، ازداد حدة مع عرقلة السكك الحديدية في محطتي الرباطالمدينة وأكدال من طرف مسافرين نزلوا للاحتجاج على تأخر القطارات، وهو الأمر الذي استنكرته المؤسسة، وفق ما جاء في نص البلاغ. وحسب معطيات المؤسسة، فإن التدخل الفوري للفرق التقنية مكن من الاستعادة التدريجية لحركة القطارات على السكة الرابطة بين الرباطوالبيضاء في حدود الساعة الثالثة و40 دقيقة، والسكة الرابطة ببين البيضاءوالرباط في حدود الساعة السادسة. إلى ذلك، حمل محمد نجيب بوليف، الوزير المنتدب المكلف بالنقل، مسؤولية تأخر القطارات عن مواعيدها المحددة للمكتب الوطني للسكك الحديدية، حيث قال في جلسة الأسئلة الشفوية أول أمس بمجلس النواب:»هناك إشكالات في التدبير ومعلوم أن الذي يدبر هو المكتب الوطني للسكك الحديدية، ولا يمكن لي أن أبرر مشاكل القطاع التي يعرفها المغاربة ونعاني جزء منها لأننا نسافر أيضا عبر القطار». وأوضح بوليف أن هناك إشرافا سياسيا واستراتيجيا للوزارة، هذه الأخيرة تحاول إيجاد حلول للمشاكل التي يعرفها القطاع عن طريق القوانين التي تنظم العلاقة بين الحكومة والمكتب، مشيرا إلى قيام المكتب بجهود من أجل العمل على تجويد خدماته المقدمة. وتطرق الوزير المنتدب المكلف بالنقل إلى أن من أسباب الاختلالات وجود وقت للذروة يرتفع فيها عدد المسافرين، سيما خلال نهاية الأسبوع، قائلا « لأول مرة في تاريخ المغرب بلغ عدد ركاب القطارات 500 ألف مسافر وهو ما يساهم في عدد من المشاكل». ومن جهتهم، انتقد عدد من النواب من الأغلبية والمعارضة الوضع الذي آل إليه السفر عبر القطار، حيث وصف سعيد بعزيز، عضو الفريق الاشتراكي بعض المقطورات ب»الزنازين المتحركة» التي أصبحت تعرف وضعية مزرية خاصة القطارات التي تتوجه نحو الشرق. ودعا بعزيز الحكومة إلى أنسنة السفر عبر القطارات التي تسبب متاعب يومية للمسافرين، مطالبا الوزير بضرورة توضيح ما إذا كان هناك خلاف بين الوزارة الوصية وبين المكتب الوطني للسكك الحديدية. ومن جانبها هاجمت نبيلة بنعمر، برلمانية عن الأصالة والمعاصرة، طريقة تدبير قطاع السكك الحديدية والحوادث التي تعرفها القطارات، ومنها تعرض قطار للحريق أخيرا وتحرك قطار دون سائق، قائلة «إن بعض القطارات تتحول في بعض الأحيان إلى أماكن للاحتجاز، وهناك حوادث وقعت ولم نسمع عن أي إقالة أو استقالة كما لم يتقدم أي مسؤول حكومي بأي اعتذار عما يحصل». وبدوره وصف عبد السلام بلاجي، عضو فريق العدالة والتنمية، بعض القطارات ب»الحمامات»، وذلك نظرا لانعدام التكييف الملائم، علاوة على مشاكل الإنارة وغيرها. وانتقد برلماني «البيجيدي» التأخرات غير المنتظرة لعدد من القطارات وهو ما يكون له تأثير على عدد من الركاب، سيما المرتبطين بمواعيد محددة مثل المسافرين عبر الطائرة أو رجال أعمال أو الذين يرغبون في اجتياز الامتحانات.