قال فوزي الشعبي، نجل ميلود الشعبي مالك مجموعة «يينا هولدينغ»، «إن المجموعة حاولت إيقاف عملية بيع أسهم «أسواق السلام» في المزاد العلني المقررة غدا الثلاثاء، دون طائل، بسبب الرفض الذي قوبل به طلبها الأسبوع الماضي. وأضاف في تصريح استقته «المساء» أن المجموعة تقدمت بخبرة مستقلة أنجزها مكتب الدراسات الدولي «مازار» لفائدة المجموعة، «وقدمنا لهم أيضا خبرة أنجزتها في سنة 2012 خلال المفاوضات التي جمعت «يينا هولدينغ» مع مجموعة داوود السعودية، التي كانت ترغب في اقتناء حصة في «أسواق السلام»، ثم تقدمنا بطلب إجراء خبرة مضادة وهذا حق من حقوق المتقاضين، وهو الطلب الذي رفض أيضا لأسباب غير معقولة». وكان نزاع مجموعة «يينا هولدينغ» مع مجموعة الهندسة «Fives FCB» الفرنسية قد دخل منعطفا جديدا، مع تحديد المحكمة التجارية بالدارالبيضاء يوم 12 ماي موعدا لبيع أسهم «أسواق السلام» فرع «يينا هولدينغ» بالمزاد العلني بمقر المحكمة. وحددت المحكمة سعر بيع السهم الواحد في 63 درهما على أساس بيع 3.5 ملايين سهم من أصل 4.09 ملايين سهم في «أسواق السلام» مملوكة للمجموعة الأم ما يعني نسبة 85 في المائة من مجموع الأسهم، وهي العملية التي ستنطلق ابتداء من الساعة الواحدة زوالا. الشعبي قال أيضا «إنه منذ بدء المشكل جرت أمور غريبة وتصلنا أخبار عن تسلم قضاة مبالغ مالية أو عن وقوف شخصية معينة وراء الملف حتى يتمكن من الاستحواذ على «أسواق السلام» ويبيعها لاحقا لأجانب، والأساسي أن ما يقع غريب جدا وسنقوم بجميع جهودنا للحيلولة دون بيع الشركة حتى لا يقال إننا كنا مقصرين في تحمل مسؤولياتنا». على صعيد متصل قال المصدر ذاته «إن المجموعة حاولت منذ البداية تفادي أن تصل الأمور إلى هذا الحد، مؤكدا أن الضرر الأكبر سيصيب الشركات التي تتعامل مع أسواق السلام والتي تربطها عقود تموين، والأكيد أنها ستدخل في نزاع كبير مع الجهة التي سيرسو عليها المزاد، خاصة أنها لا تعلم أنها ملزمة بأداء عشرات الملايين من الدراهم للممونين، وللأسف يتم الكذب على من يرغبون في اقتناء أسهم الشركة بالقول إن المبلغ المقترح، حسب الخبرة المنجزة، يشمل العقار وهذا غير صحيح بالمرة، وستتضح الأمور لاحقا». وتعود جذور المشكلة إلى أشهر ماضية، حين حصلت الشركة الفرنسية على قرار تحكيمي سويسري ينص على تنفيذ الحجز على أسهم مجموعة «يينا هولدينغ» في شركة «سنيب» المتخصصة في الصناعات البتروكيماوية، والمدرجة في البورصة، بسبب خلافات تجارية نتيجة تخلي مجموعة الشعبي عن مشروع إنجاز مصنع للإسمنت في نواحي مدينة سطات بقيمة 132 مليون أورو. واعتبرت المجموعة الفرنسية أن تخلي شركة «سنيب» عن المشروع تسبب لها في خسائر كبيرة، خاصة أنه اتخذ من طرف واحد دون مراعاة مصالح الطرف الثاني، الذي شرع في إنجاز الدراسات المتعلقة بالمشروع. ما دفعها إلى طرق باب «محكمة التحكيم التجارية الدولية» في جنيف، التي حكمت بتغريم «يينا هولدينغ» أزيد من 280 مليون درهم. وكانت المجموعة الفرنسية حصلت على حكم بالحجز على أسهم «يينا هولدينغ» في شركة «سنيب» وتم تعليق تداول أسهم الشركة في سوق القيم المنقولة، وحدد موعد البيع بالمزاد العلني في 25 فبراير الماضي، قبل أن يصدر قرار قضائي ثان يقضي بتأجيل البيع، تبعه بلاغ لمجلس القيم المنقولة يعلن فيه استئناف تداول أسهم شركة «سنيب» في البورصة، بحجة عدم إمكانية بيع أغلبية الأسهم لشركة مدرجة في بورصة الدارالبيضاء في إطار مزاد علني.