اتهم مصطفى البكوري، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، رئيس الحكومة بالسعي نحو تصدير الأزمات الداخلية التي يعاني منها حزبه والحكومة من خلال افتعال مواجهات مع المعارضة. وقال البكوري، خلال لقاء تواصلي عقدة حزب الجرار بمدينة سلا الجمعة الماضي، موجها خطابه إلى رئيس الحكومة، إن «المحاسبة ستكون قاسية في المستقبل القريب»، بعد أن شبه الحكومة ب»التلميذ الذي لازالت ورقته بيضاء، رغم أن الأستاذ اقترب من جمع الأوراق»، في إشارة إلى الاستحقاقات المقبلة. وحرص البكوري على السخرية من وضع الحكومة، وقال: «تصوروا كيف ستكون نفسية هذا التلميذ مع اقتراب الامتحان، وهو يقول ناري شنو غادي ندير، واش نخرج قبل الوقت،أو ننقل، أو نسب الأستاذ»، قبل أن يضيف بأن هذا الوضع «هو ما يقع الآن». وكان حزب الأصالة والمعاصرة قد فشل في كسب الرهان وحشد السكان للقاء التواصلي الذي عقد بمدينة سلا التي تعد القلعة الانتخابية للعدالة والتنمية رغم حضور قيادة «البام» بكل ثقلها. و علمت «المساء» أن الرهان كان هو ملء قاعة البوعزاوي من خلال إحضار 4000 شخص، وهو ما فشل فيه أعضاء الحزب بسبب التهافت لاستغلال مجيء القيادة للمدينة من أجل تعزيز المواقع، مما جعل حكيم بنشماس في وضع محرج، وهو يواجه قاعة شبه فارغة، خلال إلقاء كلمته، بعد شروع المئات من النسوة اللواتي تم إحضارهن في المغادرة قبل نهاية اللقاء رغم نداءات المنظمين. وحسب المصادر ذاتها، فإن اللقاء كشف حجم الصراع بين عدد من أعضاء «البام» بعد أن عمد البرلماني رشيد العبدي إلى احتكار التنظيم لخدمة أجندته الانتخابية، في تجاوز للأمانة الجهوية للحزب، الأمر الذي أثار استياء عدد من المنتخبين والأعضاء والشبيبة، وهو ما اتضح من خلال الكلمة التي ألقاها العبدي مع بداية أشغال اللقاء، والتي كانت عبارة عن حملة انتخابية لفائدته. وعلمت «المساء» من مصادر مطلعة أن كواليس الصراعات التي رافقت تنظيم هذا اللقاء رفعت إلى إلياس العماري، الذي كان غيابه رسالة قوية لعدد من مستشاري الحزب بالمدينة، خاصة منها الطريقة التي اعتمدت لإقناع المواطنين بالحضور على مستوى مقاطعة احصين التي يرأسها محمد بنعطية، علما أن اللقاء التواصلي الذي عقده الحزب بالعرجات قبل أسابيع فضح بعض المستشارين ممن لجؤوا إلى تقديم وعود للمواطنين بمنحهم الدقيق والزيت مقابل الحضور قبل أن يتم احتواء الأمر.