عاش مستشفى الزبير السكيرج بمدينة سوق أربعاء الغرب حالة استنفار طبي وأمني، بعد محاصرته من قبل مئات المواطنين الذين نقلوا أزيد من 200 تلميذ لتلقي العلاج إثر ظهور أعراض تسمم خطيرة على عدد كبير منهم. وانتقل عدد من كبار المسؤولين في السلطة والأمن الوطني، وعناصر من الاستعلامات، مساء أول أمس، إلى مقر المستشفى الذي استقبل حشودا من المواطنين الغاضبين بسبب تعرض أبنائهم لتسمم، عقب تناولهم وجبة غريبة قدمت لهم في إطار الإطعام المدرسي، ويتعلق الأمر ب«كويرات من كفتة السمك المعلب»، وضعت في قطع خبر بأحد المنازل، قبل أن يتم تقديمها لتلاميذ إحدى الفرعيات بجماعة سيدي بوبكر الحاج. وعلمت «المساء» أن عددا من تلاميذ الفوج المسائي أصيبوا بنوبة قيء مفاجئة مع آلام في البطن، وارتفاع خطير في درجة الحرارة وشحوب، بعد تناولهم للوجبة، ليتم إخطار المسؤولين التربويين والدرك، قبل أن يتسبب انتشار الخبر في حالة ذعر كبير في صفوف الأهالي، الذين سارعوا إلى نقل جميع التلاميذ الذين يدرسون بالمنطقة إلى المستشفى مخافة أن يكون الأمر مرتبطا بحالة عدوى. وسارعت النيابة العامة، بالنظر إلى حالة الاستنفار والاحتقان التي خلقتها الواقعة، إلى إصدار تعليمات لمصالح الدرك الملكي بالمنطقة من أجل فتح تحقيق في الموضوع، مع فحص عينات من الوجبة المشتبه في تسببها في تسميم عشرات التلاميذ، والتي اتضح أنها عبارة عن سمك معلب يمتد تاريخ صلاحيته إلى سنة 2018، ما يجعل أصابع الاتهام موجهة لطريقة التحضير والتخزين. وسارعت الحشود التي انتقلت إلى المستشفى إلى طلب الدعم والتعزيزات، خاصة بعد المشاحنات التي أعقبت احتجاج الأهالي على تدني مستوى الخدمات الطبية، وعجز المستشفى والأطر الموجودة فيه عن فحص جميع الحالات التي توافدت عليه، ليكون الحل هو تحرير وصفات وتسليمها للأهالي من اجل اقتناء الأدوية من الصيدليات، ما زاد من غضب الآباء والأمهات الذين ينتمي معظمهم لشريحة اجتماعية معدمة. وعملت التعزيزات الأمنية على احتواء غضب الأهالي وتفادي تطور الوضع إلى الأسوأ، فيما عاش عدد من المسؤولين لحظات عصيبة بسبب السخط العارم الذي انتاب أسر التلاميذ من طريقة التعامل مع هذه الواقعة التي كادت أن تتسبب في كارثة حقيقية بالنظر إلى عدد الأطفال المصابين.