استعدادا للقاء القمة المرتقب بين المغرب وإسبانيا خلال الأسابيع المقبلة، التقى وزير الداخلية، محمد حصاد، بنظيره الإسباني، خوصي فرنانديث دياث، أول أمس، بمدينة طنجة، حيث عقدا اجتماع عمل أمني، نال ملف الإرهاب والهجرة غير الشرعية النصيب الأوفر من جدول أعماله، وهما الملفان اللذان يؤرقان بال كل من العاصمة مدريد والرباط. ويعتبر الاجتماع الأمني الأول من نوعه بعد قرار القاضي الإسباني بابلو روث متابعة 11 مسؤولا مغربيا على خلفية حرب الصحراء، وهي القضية التي اعتبرها المغرب «مثيرة للسخرية»، وكذلك بعد الحادث الذي أودى بحياة مستكشفين إسبانيين بنواحي ورزازات، حيث تم تطويقهما بشكل سريع حتى لا يؤثرا على مجريات العلاقات المتينة الأخيرة التي تربط بين حكومة ماريانو راخوي والمغرب. ووفق مصادرنا فقد تناول حصاد ونظيره الإسباني، الملفات الأمنية الكلاسيكية نفسها وهي مكافحة الإرهاب، وعملية عبور 2015، ملف الهجرة السرية، ومحاربة تهريب المخدرات، بالإضافة إلى الحفاظ على الأمن والاستقرار على المستوى الإقليمي، وعمليات الإغاثة في حالات الطوارئ. وهي الملفات نفسها، يقول مصدرنا، التي تمت مناقشتها خلال صيف السنة الماضية بمنتجع «غولف بيتش» السياحي بكابونيغرو، إذ تم تحديث المعلومات المشتركة بخصوصها، كما أكد البلدان على تشبثهما بالعمل باستمرار من أجل تحسين آليات تبادل المعلومات بين الأجهزة المكلفة بالاستعلامات، وخاصة في مجال محاربة شبكات استقطاب مقاتلين لفائدة المجموعات الإرهابية، كما نوها بالنتائج المهمة التي تم تسجيلها، بفضل هذا التعاون المدعوم، وفق ما تشهد على ذلك عمليات تفكيك شبكات تنشط على مستوى البلدين. وبخصوص مكافحة تهريب المخدرات، نوه الوزيران بالنجاح، الذي تحقق في مجال مكافحة شبكات تهريب المخدرات، سواء تلك التي تنشط بين البلدين، أو تلك التي لها امتدادات دولية، كما أعربا، على وجه الخصوص، عن ارتياحهما لتفكيك شبكات كانت تستخدم الطائرات في نقل المخدرات عبر المضيق، مبرزين نجاعة مخطط تيلوس، حيث اتفق الجانبان على تعزيز علاقاتهما المباشرة والدائمة من أجل التنسيق الفعلي لمصالحهما. وتناول الوزيران الاستعدادات المشتركة بخصوص عملية العبور 2015، والتحضيرات المتعلقة بها، حيث ستنطلق يوم 15 من شهر يونيو القادم إلى غاية 15 من شتنبر المقبل.