أحمد الحضاري بعد ساعات قليلة من العثور صباح الأربعاء الماضي على خليل إسماعيل مدير شركة «خليل ياسين» للحراسة الخاصة والنظافة»، مقتولا بشقته بعمارة مقابلة للمحكمة الابتدائية بأسفي، اعتقلت المصالح الأمنية شابا ثلاثيني، «صلاح. خ»، المشتبه فيه بارتكاب جريمة القتل، التي وصل صداها إلى أرجاء المدينة، ووصفها المتتبعون بالبشعة. وقد تمكنت المصالح الأمنية بناء على معطيات ومعلومات حصلت عليها، إضافة إلى بعض الأدلة الجنائية، التي حصلت عليها من مسرح الجريمة، من التعرف على المشتبه فيه، في الوقت، الذي لعبت فيه معطيات أدلى بها بعض المقربين من الضحية دورا كبيرة في التوصل إلى الجاني. وكان الضحية، الذي تجاوز عقده الرابع، الذي سبق أن انتخب قبل أربع سنوات كاتبا إقليميا لحزب جبهة القوى الديمقراطية، وعضوا بمجلسها الوطني، في إطار ما سمي بالحركة التصحيحية آنذاك، قد ركن سيارته أمام العمارة، واختفى طيلة يومين عن الأنظار، قبل أن يجده أحد مساعديه في إدارة الشركة مقتولا بشقته، بعد أن كسر بابها. وشاهدت «المساء» مساعد الفقيد يصيح بأعلى صوته وبنوع من الهستيرية والبكاء أمام باب العمارة، التي وجد فيها الضحية، وبوجود رجال الأمن، أن «صلاح هو الذي قتل إسماعيل». ورجح متتبعون أنها الإفادة، التي جعلت المصالح الأمنية تحج نحو بيت المتهم بمفتاح الخير، شمال أسفي، وتقوم باعتقاله، ونقله نحو المستشفى الجهوي محمد الخامس لفحصه وتلقي العلاجات الضرورية، بعدما لاحظت خدوشا على مستوى يده ووجهه، قبل أن تنقله صوب ولاية الأمن لتعميق البحث حول خلفيات ارتكابه للجريمة. وذكرت المصادر ذاتها أن الجاني حاول الانتحار، قبل أن تباغته الشرطة القضائية وتقوم باعتقاله. وتوصلت «المساء» بمعلومات تفيد أن المصالح الأمنية حجزت تذكرة سفر نحو تركيا، وعددا كبيرا من الهواتف النقالة، وبطاقات الزيارة لمدراء وممثلي الشركات، كانوا بحوزة «صلاح» المعروف بركوبه السيارات الفاخرة المرقمة بأرقام العاصمة الرباط، وبتردده على الفنادق، والمقاهي الفاخرة، رفقة أثرياء ومسؤولين بالمدينة. وحسب معطيات أولية حصلت عليها «المساء» أن تشريح جثة الهالك بأمر من النيابة العامة، الذي قام به ثلاثة أطباء، أثبت أن الهالك أصيب بجروح غائرة على مستوى أوردة العنق، وتلقى طعنة قوية بواسطة آلة حادة، قد تكون سكينا على مستوى مناطق حساسة وحميمية من أسفل جسده. مما رجح فرضية محاولة ذبحه أو قطع رأسه. وبحسب المصادر ذاتها، فقد وجد الضحية جالسا فوق كرسي، مكبل اليدين والرجلين. لكن لم يعرف كيف استطاع الجاني تكبيل الضحية قبل الإجهاز عليه. هذا، ورجح أكثر من مصدر أن السرقة كانت دافع الجريمة، بدليل أن الضحية سحب مبلغا ماليا كبيرا من أحد المؤسسات البنكية تجاوز المائة مليون، لتأدية مستحقات مئات العاملين بالحراسة، والنظافة ضمن شركته الخاصة، الأمر الذي كان يعلمه الجاني. لكن وجود طعنات في مناطق حساسة من جسم الضحية، جعل شكوكا أخرى تطرح علامات استفهام حول دوافع الجريمة، مما ستجيب عنها الأبحاث، التي باشرتها المصالح المختصة بولاية الأمن.