أيدت غرفة الجنايات الثانية بمحكمة الاستئناف في سطات، الاثنين الماضي، الحكم الابتدائي الصادر عن الغرفة الجنائية الأولى بالمحكمة نفسها في حق قاتل الطفلتين سارة وأمال، والقاضي بإدانته بالإعدام بعد متابعته بجنايات القتل العمد مع سبق الإصرار، ومحاولة هتك عرض قاصر بالعنف، ومحاولة القتل العمد ومحاولة السرقة بالسلاح واستهلاك المخدرات. وكان المتهم قد أحيل على أنظار الوكيل العام للملك باستئنافية سطات، بعد ارتكابه جريمتين متتاليتين، أولاهما بتاريخ 19 أبريل 2014، حينما اعتدى ليلا على معاق ذهنيا من أبناء الدوار بعدما رفض هذا الأخير مده ببعض النقود لاقتناء السجائر، إذ تعقبه عندما كان عائدا إلى منزله، واعترض سبيله في مكان مظلم ووجه طعنات بسكين إلى ظهره بدافع السرقة، إلى أن سقط أرضا مضرجا في دمائه ولاذ بالفرار، حيث تم نقله في حالة غيبوبة إلى قسم الإنعاش بمستشفى ابن رشد بالدار البيضاء لتلقي العلاجات الضرورية. وبتاريخ 20 أبريل 2014 شاهد طفلتين (سارة وأمال) متوجهتين عصرا إلى دكان بالدوار، ففكر في قتلهما واغتصابهما، فاتجه نحوهما وسلم سارة ستة دراهم، وطلب منهما اقتناء أربع سجائر بخمسة دراهم والاحتفاظ بدرهم واحد، وأمر المتهم الطفلتين بالعودة عبر ممر ترابي يمر وسط الحقول الفلاحية بجانب نخلة اعتاد الجاني الجلوس والمبيت بالقرب منها بعد نزاع مع عائلته، وبعد دقائق شاهد الصغيرتين عائدتين عبر المسلك الطرقي، فأخرج سكينا ناويا إزهاق روحيهما قبل اغتصابهما، وعندما اقتربتا منه وفي غفلة منهما وجه طعنات قاتلة للضحية سارة سقطت على إثرها أرضا، وبنفس السكين وجه للضحية أمال طعنات في أنحاء مختلفة من جسدها، وبعد أن تأكد من أنها لفظت أنفاسها الأخيرة سارع إلى خلع سروالها محاولا اغتصابها وهتك عرضها، لكنه لاذ بالفرار بعدما سمع صراخ والده الذي كان يطلب لحظتها من عمه التدخل لإنقاذ الصغيرتين، وبعدما عاينا ما أقدم عليه الجاني تعقب والد إحدى الضحيتين ووالد الجاني المتهم في الحقول الفلاحية إلى أن تم توقيفه وتسليمه إلى عناصر الدرك الملكي التي انتقلت إلى الدوار مسرح الأحداث بعد إشعارها بالحادث الفاجعة. وخلال مختلف أطوار التحقيق اعترف المتهم بأنه اعتدى على الضحية (م.ع) بالضرب، إذ كان ينوي قتله، مضيفا أن الضحيتين سارة وأمال من أبناء عمومته وأنهما لما لبيتا طلبه بجلب سجائر من دكان الدوار، قام بتوجيه طعنات قاتلة لسارة بسكين كان يتحوزه، ثم طعن أمال بنية إزهاق روحيهما، وبعد ذلك قام بنزع سروال أمال لاغتصابها، لكن صراخ والده وعمه اللذين اكتشفا أمره جعله يطلق ساقيه للريح، وغير بعيد تمكنا من توقيفه وتسليمه لعناصر الدرك الملكي، التي وضعته قيد الحراسة النظرية قبل إحالته على النيابة العامة للنظر في المنسوب إليه.