نظمت النقابة الحرة للموسيقيين المغاربة، بشراكة مع مقاطعة المعاريف، مساء السبت الماضي، بالتزامن مع الاحتفاء بالذكرى الرابعة والثلاثين للمسيرة الخضراء، أمسية فنية أعادت استحضار بعض من ذكريات الشاعر والسيناريست والمخرج الراحل حسن المفتي. واعتبر الممثل عبد القادر مطاع الذي نشط فقرات السهرة، أن الراحل حسن المفتي جمع الكثير من الصفات الخاصة وساهم، عبر تاريخه الطويل كشاعر أو مخرج أو سيناريست في إغناء الساحة الفنية الوطنية. وأكد مطاع أن الراحل كان حريصا، لاسيما في اشتغاله في الإخراج على ضبط كل التفاصيل الفنية بدقة، وشدد على دوره إلى جانب الرواد الآخرين في منح المتلقي المغربي أجمل الأغاني التي مازالت تحفظها الأجيال. وأضاف عبد القادر مطاع أن الراحل حسن المفتي يستحق أكثر من تكريم، لأن مثل هذه الأسماء من الصعب أن تعوض، هي أسماء افتقدت في هذا الزمن الذي مللنا فيه من الأغاني «جوطابل». بدوره، أشاد مصطفى بغداد، نقيب النقابة الحرة للموسيقيين المغاربة بالراحل حسن المفتي، وذكر أنه كان أول من التحق رفقة الملحن والمغني محمد المزكلدي بمصر وشكلا ثنائيا جميلا، «في تلك الفترة عاصر حسن المفتي في مصر العمالقة من حجم عبد الحليم حافظ، فريد الأطرش، فايزة أحمد.. ورغم الشهرة التي حققها الراحل، فإنه فضل العودة إلى المغرب لجعل خبرته وموهبته رهن بلده، وساهم بعطائه في رقي الفن المغربي. وبحكم دراستي وتكويني، أقول إنه من المستحيل أن ينجب المغرب اسمين في عالم الزجل مثل علي الحداني وحسن المفتي. قد تظهر هناك أسماء أخرى على اعتبار أن المغرب معطاء على مستوى الموهبة، إلا أن هذين الإسمين يبقيان فلتة من فتات الفن المغربي»، يقول مصطفى بغداد. وقال نقيب النقابة الحرة للموسيقيين المغاربة إن الراحل كان وفيا لروح النقابة الحرة التي جاء بتصورها من مصر على اعتبار أن النقابات في مصر ظهرت قبل ثمانين سنة، وظل عضوا فيها إلى غاية وفاته. واعترافا بتاريخ المفتي، قال بغداد إن النقابة قررت جعل يوم وفاة حسن المفتي موعدا سنويا لإحياء ذكرى هذا الإسم الكبير، مذكرا بأن مهرجان الأغنية المغربية حملت دورته الأخيرة اسم حسن المفتي. وأضاف مصطفى بغداد «إن النقابة ستصدر كتابا يوثق لأهم مسارات الراحل حسن المفتي الذي وقفت وراء نجاحه امرأة تحملت معه عبء الحياة ومنحت رفقته للمغرب طبيبين»، في إشارة إلى ابني الراحل. وتكلمت زوجة الراحل حسن المفتي باسم العائلة، واعتبرت أن الراحل شق طريقه بثبات بفضل كفاحه واجتهاده وموهبته الفنية، وأضافت أن التاريخ يشهد على قيمة ما تركه: «والدليل أن مسؤولي التلفزيون يعترفون بأن أجمل الإنتاجات التي توجد في خزانة التلفزيون هي لحسن المفتي، كما أن العديد من الأغاني لم تتقادم كما تتقادم العديد من أغانينا الحالية، وأكبر مثال على ما نقول أغنية «مرسول الحب» التي أداها أكثر من 30 فنانا مغربيا وعربيا، كل واحد غناها بلمسة خاصة». ونوه الفنان الكبير محمد المزكادي الذي بدت عليه آثار المرض بدوره بتاريخ الفنان الراحل حسن المفتي، واعتبر وفاته خسارة للفن المغربي. وجدير بالتذكير أن السهرة شهدت مشاركة العديد من الفنانين من بينهم الفنانة المهمشة سعاد محمد التي لم تأخذ حقها من الاهتمام، حسب تعبير مطاع، ومشاركة محمود الإدريسي، الذي أدى أغنية من أشعار الراحل، ومشاركة الفنان الشاب يوسف العلوي، الذي أدى أغنية «أنا والغربة» ومشاركة بركات وفرقته الموسيقية، هذا إلى جانب الفنانة الشابة رجاء. واختتمت الليلة التي قدم فيها الشاعر الغنائي محمد حاي قصيدة في رثاء الصقلى تحت عنوان شهيد المحراب بتقديم هدايا رمزية تذكارية لعائلة الراحل، تلاها عرض الفيلم السينمائي «دموع الندم» الذي قام ببطولته الفنان الراحل محمد الحياني.