وجد وزير الثقافة، أمين الصبيحي، نفسه في قلب اتهامات بعرض ما وصف ب»كتب سامة»، من طرف منظمة يهودية بناء على رسالة احتجاج صدرت عن مدير العلاقات الدولية بمركز «وستنيال أوربا» الذي يوجد مقره بباريس، وهو الأمر الذي تلقفته عدد من الهيئات والمواقع التي تعنى بشؤون اليهود عبر العالم ليتم تداوله على نطاق واسع. وخرجت وزارة الثقافة عن صمتها لترد بقوة على الاتهامات التي وجهت لها بالترويج لمعاداة السامية من خلال معرض الدارالبيضاء الدولي للكتاب والنشر، لتربط خطوة مدير العلاقات الدولية ب»هجوم مسعور، لا يمكن تفسيره إلا بعدائه تجاه المغرب ورغبته في المس بنموذجه في التسامح والانفتاح». وكانت رسالة الاحتجاج قد حذرت مما وصفته ب»تداعيات السماح بترويج النصوص السامة»، وقالت إنها «لا تهدد فقط المجموعات اليهودية المتبقية بالمغرب والعالم العربي،» بل تشكل خطرا أيضا على «الملكية المغربية المعتدلة». وأرفقت الرسالة التي تم نشرها في عدة مواقع تابعة لمنظمات يهودية بصور لكتب اعتبرت معادية للسامية تم عرضها بمعرض الدارالبيضاء الدولي للكتاب والنشر في دورته الأخيرة، ومنها على الأخص كتاب «كفاحي» للزعيم النازي أدولف هتلر، وكتاب «بروتوكولات حكماء صهيون». وأوردت بعض المواقع تصريحات لمدير العلاقات الدولية بمركز «وستنيال أوربا» قال فيها إن وزير الثقافة المغربي وعده في اتصال هاتفي بالحرص على منع عرض أي كتاب يحرض على الكراهية، إلا أن هذا الوعد لم يتحقق على أرض الواقع»، وهو ما سارع الصبيحي إلى نفيه بشكل قاطع. وقال بيان صادر عن وزير الثقافة إنه «عكس ما يزعم صاحب الرسالة فإني لم أتلق أي اتصال من طرفه هذه السنة بأي شكل من الأشكال، سواء بالهاتف أو عن طريق البريد». لوائح المؤلفات المقدمة للمعرض تتم دراستها من طرف لجنة مختصة تسهر، بكل صرامة، على استبعاد كل مؤلف يحرض على الكراهية أو العنف أو العنصرية»، و»أن معرض الدارالبيضاء للكتاب والنشر، المنفتح على ثقافات العالم وعلى الحوار الخصب، بعيد كل البعد عن الصورة النمطية التي تروج لها هذه الإدعاءات». وقال وزير الثقافة إن المغرب استطاع عبر تاريخه، أن يؤسس نموذجا للتعايش بين الثقافات والأديان، وهو ما جعل المجتمع المغربي محصنا من أي توجه عنصري أو معاد للسامية، قبل أن يلمح البيان إلى أن أسباب ما وصفه ب»الهجوم المسعور» تعود إلى استقبال فلسطين كضيف شرف للمعرض، وهو أمر قال وزير الثقافة إنه «يدعو للاعتزاز بعد أن قدمت هذه الأخيرة درسا قويا في إرادة التعايش والعيش ا لمشترك».