حركة غير عادية تشهدها زنقة الأمير مولاي عبد الله بالدارالبيضاء، أو "البرانس" كما يعرف لدى البيضاويين. فعلى غرار كل سنة، تحتضن العاصمة الاقتصادية الأيام التجارية في نسختها الحادية عشرة هذا الموسم، إذ تدأب المحلات التجارية المتمركزة بوسط مدينة الدارالبيضاء وبالضبط بزنقة الأمير مولاي عبد الله على إحياء موسم للتخفيضات في إطار الأيام التجارية، تخفيضات تهم كل أنواع وأشكال الملابس التي خرجت من رفوف وواجهات المحلات التجارية الخاصة بالأزياء والألبسة إلى الشارع العام لتعرض للبيع على طاولات أمام المحلات التجارية. وتعودت مجموعة من الأسر البيضاوية على استغلال فرصة التخفيضات، إذ تحج إلى "البرانس" ومركز المدينة بنية وبرغبة كبيرتين في اقتناء ملابس جيدة بأثمنة منخفضة، مادامت الفرصة تسمح بذلك، فالتجار وضعوا أمام محلاتهم التجارية طاولات خاصة يعرضون فوقها الملابس التي انتهى فصل ارتدائها، والتي كانت تباع قبل فترة بثمن مرتفع، أشكال وألوان مختلفة ومتنوعة من جميع الملابس للرجال والنساء، حقائب نسائية وأحذية، تلقى إقبالا كبيرا من طرف الزائرين وحتى تلك التي تتناسب و أجواء الفترة الراهنة. في حديثها ل"المساء" أوضحت إحدى المتبضعات التي كانت ترافق أختها أنها ظلت تنتظر فرصة الإعلان عن موسم التخفيضات، في إشارة إلى الموعد الذي استأنس به البيضايون كل سنة مع التخفيضات، أكثر من ذلك، تضيف أنها خصصت مبلغا ماليا لاقتناء ما سيعرض في هذا الموسم. رواج حقيقي تشهده المنطقة وحركة تجارية غير عادية، أخذ وعطاء وشراء ومشاورات تنتهي بشراء ما يرغب فيه الزائرون، الذين يتشكلون في بعض الأحيان من أسرة كاملة. كما لاحظت "المساء" وسط الصخب والضجيج والأصوات المختلفة التي يحاول من خلالها التجار جلب الزبائن إذ تعرض الأصوات المتعالية الأثمنة ونوعية الملابس المعروضة، أصوات الباعة تتعالى هنا وهناك، وأصحاب الطاولات يعرضون الملابس، وأيضا أصحاب المحلات استغلوا مساحاتهم الأمامية لعرض سلعهم، من بعيد تسمع شعارات تستهدف الزوار وترغب في جلبهم بغرض شراء السلع المعروضة. خلال جولتها، عاينت "المساء" الإقبال الذي تعرفه "الطاولات" التي تعرض عليها السلع، كما عاينت حالة الرضى التي تنتاب الزبناء من عشاق الملابس الذين يقتنون بفرحة كل ما يشاؤون من قمصان وسراويل وأحذية وبذلات عادية ورياضية وعطور أيضا، غاية البعض منهم بالإضافة إلى شراء ملابس تتناسب مع الأجواء الراهنة الظفر بملابس انتهى فصلها، والتي تعرض في "الصولد" بأثمنة "مناسبة جدا" على حد تعبيرهم، عكس الأيام الأخرى العادية التي يتمسك فيها الباعة بأثمنة الملابس الحقيقية غير القابلة للنقاش. وتستمر الأيام التجارية التي تنظم في نسختها الحادية عشرة هذا الموسم إلى غاية 12 أبريل الجاري، بتنظيم من جمعية الصفاء لتجار وأرباب المهن الحرة والخدمات لوسط المدينة، والتي جاءت بعد عقد عدة اجتماعات مع التجار والسلطات المحلية لضمان حسن التنظيم، إجراء يسبق الإعلان عن موعد الأيام التجارية التي تتزامن كل موسم مع العطل المدرسية لضمان زيارة نسبة كبيرة من الأسر للمحلات التي تقوم بعرض بضاعتها خلال هذه الفترة للانخراط في أسبوع التخفيضات وكذا جلب زبائن من الأسر بالمدن الأخرى التي تزور المدينة خلال العطلة.