مرة أخرى، يعود ملف المختلين عقليا المعتقلين بمجموعة من سجون المملكة إلى الواجهة بعد الجريمة التي قام بها أحد المضطربين نفسيا، أول أمس، في حق زميله الذي كان يتقاسم معه الزنزانة ذاتها. إن إحصائيات سابقة أكدت وجود أكثر من 400 سجين مختل يعاني اضطرابات نفسية وعقلية داخل سجن عكاشة لوحده، وهو رقم كبير يدفع إلى طرح أكثر من علامة استفهام، لأن المرضى العقليين مكانهم الطبيعي هو مستشفى الأمراض النفسية والعقلية عوض السجن، وذلك طبعا بعد التأكد بدقة من حالتهم المرضية، حتى لا يتحول هذا الأمر إلى وسيلة للإفلات من العقاب من طرف المجرمين. إن الإجراءات التي اتخذها لحسن مطار، الوكيل العام لدى محكمة الاستئناف بالدار البيضاء، مباشرة بعد تعيينه في هذا المنصب، كانت مهمة جدا، حيث أمر بإحالة المعتقلين الذين تم التأكد من معاناتهم من أمراض عقلية على مستشفى الأمراض النفسية والعقلية، وهو إجراء إيجابي يجب تعميمه على كل سجون المملكة التي ليس من الطبيعي أن يظل فيها مختلون عقليا ومرضى نفسيون يتعايشون مع باقي المعتقلين. إن الخلاصة التي يجب الخروج بها من حادث سجن عكاشة هي ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة من طرف جميع المتدخلين من أجل حماية السجناء من زملائهم الذين يعانون اضطرابات عقلية والذين يتحولون، رغما عنهم، إلى آلات قتل حقيقية تهدد الجميع، بمن فيهم موظفو إدارة السجن الذين ليسوا بمنأى عن خطر الاعتداء.