في أول خروج له بخصوص قضية مقتل الطالب اليساري عيسى أيت الجيد، قال عبد العالي حامي الدين، عضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، إنه خلال مصرع الناشط الماركسي كان راقدا في المستشفى، بعد إصابة في رأسه بسبب هجوم شنه طلبة يساريون على حلقية نقاش للإسلاميين، مشيرا إلى أنه شاع وقتها «أني فارقت الحياة». وأضاف حامي الدين، القيادي البارز في حزب العدالة والتنمية، خلال مشاركته الثلاثاء الماضي في فعاليات المنتدى الوطني للحوار والإبداع الطلابي في دورته السابعة عشرة، الذي تنظمه منظمة التجديد الطلابي، بجامعة محمد الخامس الرباط، أنه اعتقل من قبل المصالح الأمنية من داخل المستشفى «بعدما فشل الأمن في الوصول إلى المتورطين الحقيقيين في مقتل آيت الجيد» سنة 1993، وأقسم بالله أنه لم يسبق له التعرف على آيت الجيد ولا الالتقاء به. وتأسف حامي الدين على الأحداث الأليمة، التي راح ضحيتها الطالب عبد الرحيم حسناوي في 24 أبريل من السنة الماضية، وقال إن المتورطين في أعمال العنف داخل الجامعة مجرد شباب سقطوا ضحية غسل الدماغ من طرف عصابات «مافيوزية» تغرر بهم لمصالح خسيسة، يضيف حامي الدين، الذي استغرب إعادة تحريك ملف آيت الجيد بعد عشرين سنة من وقوعه، وبعد أن قال فيه القضاء وهيئة الإنصاف والمصالحة كلمتيهما، مؤكدا أن الذي كان وراء تحريك الملف هو «شيطان الأصالة والمعاصرة»، حسب وصفه، من أجل «التشويش على مسار الإصلاح الذي يعرفه المغرب»، يضيف حامي الدين، الذي قال إن السبب الحقيقي لإعادة تحريك ملف آيت الجيد، واستهدافه شخصيا، عبر تحريك فصيل البرنامج المرحلي، ذي التوجه الماركسي، لمنعه من المحاضرات في الجامعات المغربية، هو محاولة للتصدي لمسار الإصلاح، الذي يقوده حزب العدالة والتنمية. وقال إنه طالب وزير العدل والحريات، مصطفى الرميد، بإعادة فتح تحقيق في القضية، معلنا أنه مستعد للمثول من جديد أمام القضاء، حتى لو اقتضى الأمر إعادة الحكم عليه بالسجن تعسفا مرة أخرى. وأطلق حامي الدين النار على حزب الأصالة والمعاصرة، الذي قال بخصوصه إنه يضم في صفوفه ما أسماهم «المافيوزيين»، الذين يدافعون، يقول حامي الدين، علانية ويحمون العصابات الإرهابية داخل الجامعة المغربية. وأكد الأستاذ الجامعي بكلية الحقوق بالرباط أن حزب العدالة والتنمية ليس له مشكل مع الأحزاب الأخرى، وإن اختلف مع طريقة عملها وبعض مواقفها، مشيرا إلى أن العدالة والتنمية له معها نقاط مشتركة، قبل أن يضيف قائلا: «غير أن حزب «التراكتور» يظل خصما سياسيا لأنه نشأ نشأة غير سليمة، ولا يمكن تغيير الموقف منه أو العمل معه»، إلى أن يزيل من صفوفه «المافيوزيين»، حسب قول حامي الدين.