انتقلت حرب كسر العظام بين الأطباء وصناع الأسنان إلى المواقع الاجتماعية، حيث تم إنشاء صفحة تنشر فضائح ما وصفوه بالأخطاء القاتلة التي يرتكبها الصناع داخل عيادات غير مرخص لها، وهو الأمر الذي يعتبره الصناع حملة تستهدف الإساءة إليهم وتخويف المرضى. الصفحة التي تحمل عنوان «فضائح صناع الأسنان منتحلي الصفة»، نشرت حالات مجموعة من المرضى الذين تسببت تدخلات بعض صناع الأسنان في تورمات واعوجاج في أسنانهم، ومنها حالة شابة قامت بوضع مثبتات للأسنان بسعر 6500 درهم، قبل أن تفاجأ باعوجاج خطير نتيجة خطأ في تركيب هذه المثبتات. الصفحة لجأت إلى نشر صورة لطفل لا يتجاوز سنه حوالي 15 سنة، يشتغل في محل أحد صناع الأسنان، فيما تم سرد مجموعة من الحالات التي يتم فيها الحصول على مقابل مهم من المرضى للقيام بعمليات تعويض الأسنان أو تثبيتها ومعالجة هذه الاعوجاجات، قبل أن يفاجئوا بظهور أعراض خطيرة. وكشفت المعطيات التي تم نشرها عن استعمال بعض صناع الأسنان لمادة «الزرنيخ» السامة، وهو الأمر الذي تسبب في مضاعفات خطيرة للمرضى، الذين يلجؤون في النهاية إلى عيادات الأطباء، مما يعقد عملية التدخل. وفي سياق هذه الحرب الطاحنة، والتي وصلت إلى القضاء عقب توقيف عدد كبير من صناع الأسنان بتهمة انتحال الصفة، استقبل رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران، يوم الجمعة الماضي، ممثلين عن هيئة أطباء الأسنان، حيث أكد بنكيران دعمه لمشاريع الهيئة وسعيه للرقي بقطاع الصحة عامة، وصحة الفم والأسنان خاصة. هذا الاجتماع تطرق لمجموعة من المواضيع، وعلى رأسها الممارسة غير المشروعة لطب الأسنان في المغرب، ومشاريع القوانين المتعلقة بصانعي رمامات الأسنان، وهي المشاريع التي يعول عليها لوضع حد لحالة الفوضى التي يعرفها القطاع. كما تطرق الاجتماع إلى مواضيع التغطية الصحية والاجتماعية لأطباء الأسنان، في إطار منظومة التأمين الصحي للمستقلين، ومسألة الشراكة بين القطاعين العام والخاص، والتأطير القانوني لقطاع طب الأسنان والقطاعات الموازية، إلى جانب مشروع المؤتمر المغربي لطب الأسنان المزمع تنظيمه أواخر شهر أكتوبر 2015.