لم تكن «خديجة ن.» تعتقد أن خروجها ليلا يوم 19 أكتوبر الماضي برفقة خليلها ل«استنشاق بعض الهواء» في إحدى الغابات المحيطة بحي عوينات الحجاج الهامشي بفاس سيكلفها بكارتها، بعد اغتصاب جماعي تعرضت له طيلة ليلة من الاختطاف. ولم يكن رفيقها «محمد ع.» بدوره يعتقد أن هذه الجولة الليلية ستكلفه طعنات بالسلاح الأبيض ستشوه وجهه وستكلفه الكثير من المعاناة والألم والمال في مصحة خاصة لا يزال يرقد بها في وسط المدينة. في تلك الليلة وبينما كانت خديجة تمسك بيد خليلها محمد وهما قادمان من الخلاء المحيط بهذا الحي، وبأحد الأودية المجاورة حيث تكثر أشجار الزيتون، فاجأتهما مجموعة مكونة من ثلاثة أشخاص أحدهم كان ملثما. المهاجمون لم يكونوا يرغبون في سرقة المال ولا الهاتف النقال، وإنما كان الغرض من وراء هذا الهجوم هو اختطاف هذه الفتاة ذات ال25 ربيعا، وهم في حالة سكر طافح. حاول «محمد» أن يقاوم وأن يمنعهم من الوصول إلى فتاته، لكنهم قاموا بالاعتداء عليه بالضرب والجرح ووجهوا له طعنة على مستوى البطن. وأمام قوة الطعنة، خارت قواه، فيما تمكن أعضاء المجموعة من «الاستيلاء» على «صيدهم الثمين» واتجهوا بها إلى السد التلي المجاور للحي وقاموا باغتصابها بالتناوب، قبل أن ينفرد بها زعيمهم الملقب ب«النفايحي». وظل هذا الشاب الذي تكبره الفتاة بعامين يمارس معها الجنس إلى أن بزغ الفجر. وقبل أن يخلي سبيلها هددها بالانتقام إن هي تجرأت على تقديم أي شكاية ضده. لكن «خديجة» لم تستطع أن تسكت على هذه الطعنات الغائرة التي وجهت لها في جنح الظلام وبالتناوب من قبل أفراد منحرفين، فقررت التوجه إلى أقرب مركز للشرطة ووضعت شكايتها. وعلى التو، نقل رجال الأمن المكلفين بالحراسة إشعارهم إلى ولاية الأمن، وتم استدعاء الفتاة من قبل محققي الشرطة القضائية للاستماع إليها، فيما تم الاستماع إلى خليلها وهو في حالة إصابة بليغة في المصحة. ودون المحققون الأوصاف التي رسمت بها الفتاة ملامح مغتصبيها، وبدأت التحريات في الحي، عبر الاستعانة ب«المخبرين». ووقفت عناصر الشرطة القضائية على أن أحد المشتبه فيهم قد اختفى عن الأنظار منذ تاريخ الحادث، وأوصلتهم التحريات إلى أنه عمد إلى الانتقال إلى بلدة «إموزار» التابعة لإقليم صفرو. واستقل المحققون سيارتهم وقاموا باقتفاء أثره. وقبل أن يقوموا بمحاصرته في هذه البلدة نسقوا مع رجال الدرك. وأثناء أول جلسة مواجهة، تعرفت الفتاة على أحد «جلاديها»، واعترف هو بمجرد بدء استنطاقه بارتكاب المنسوب إليه. وقال إن رفيقه الملثم لجأ إلى هذه التقنية كي لا يتعرف عليه خليل الفتاة. واضطر المحققون إلى الإبقاء على العنصرين الآخرين ضمن قوائم المبحوث عنهم، في انتظار اعتقالهم وإحالتهم على غرفة الجنايات بمحكمة الاستئناف.