توفي صباح أمس الاثنين طفل (زكرياء فارس 8 سنوات) بمستشفى محمد الخامس بأسفي متأثرا بمرض المينانجيت، بعدما قتل المرض نفسه طفلة أخرى من عائلته، الأربعاء الماضي، ويتعلق الأمر ب(هاجر فارس)، فيما لا يزال يرقد بقسم الأطفال طفلان آخران من العائلة نفسها (فارس يحيى 6 سنوات وفارس أيوب) التي تقطن بدوار أولاد احميدة بجماعة بوكدرة بالإقليم نفسه، وكذا جد الضحايا (حوالي 45 سنة) الذي يعاني من الأعراض نفسها، فيما نقلت طفلة أخرى من الدوار نفسه، صباح أمس، إلى المستشفى بعدما أصيبت بأعراض المرض ذاته. ويعيش سكان دوار أولاد حميدة، على وجه الخصوص، حالة من الهلع الشديد، خاصة بعدما خطف المرض ضحايا، دون أن تنتقل، إلى حدود كتابة هذه الأسطر، أي لجنة مختصة لمحاصرة المرض وتوفير العلاج والوقاية للسكان المذعورين، خاصة في محيط الضحايا والمؤسسات التعليمية التي يتابع فيها الضحايا تعليمهم الابتدائي. واتهم الطاهر فارس، أب أحد الضحايا، مستشفى محمد الخامس ب»إهمال» الضحايا، إذ تمت مطالبة العائلة المكلومة بالبحث عن أدوية معينة على الرغم من أنه يفترض أن يتم التكفل بالمرضى وإنقاذهم وليس «الرمي بالعائلة في متاهات البحث عن أدوية غير موجودة في المدينة، بل إنه تم الانتقال إلى مدينة الدارالبيضاء لجلبها ومع ذلك لم توفق العائلة في توفيرها للضحايا». وهو ما نفاه المندوب الجهوي لوزارة الصحة، في اتصال ب»المساء»، إذ أكد أن المستشفى تكفل بعلاج الضحايا لأنه في مثل هذه الحالات يكون المريض بحاجة إلى المضادات الحيوية فقط وهي متوفرة بالمستشفى ويستحيل مطالبة العائلة بجلبها، كما أكد أن لجنة مختصة انتقلت إلى محيط الضحايا وقامت بالإجراءات العلاجية الضرورية بهذا الخصوص. وأضاف المندوب الجهوي أن التحاليل المخبرية التي أجريت على الضحية، الذي توفي صباح أمس الاثنين حوالي السادسة صباحا، أكدت إصابته بالمينانجيت، فيما لم تتأكد إصابة باقي المرضى بهذه الإصابة، مؤكدا أن حالتهم الصحية جيدة وسيغادرون المستشفى. وأكد فرع المركز المغربي لحقوق الإنسان، فرع العامر، أنه في الوقت الذي توضع فيه مخططات استراتيجية حول السلامة الصحية، بما فيها الحملات التحسيسية والتلقيحية، إلا أن «منطقة العامر مازالت تعاني من نقص حاد في كل ما يتعلق بالصحة وسلامة المواطنين، وهو ما يمكن الوقوف عليه سواء من حيث الأطر الطبية واللوجيستيكية وكذا الأدوية». ودق الفرع ناقوس الخطر إزاء تفاقم هذا الوباء بالمنطقة والدليل هو الأرواح التي حصدها في ظرف وجيز. وقال أحد أقارب الضحايا إنهم يعانون من ارتفاع في درجة الحرارة وعياء شديد.