لقي طفل ثالث مصرعه بجماعة السبيعات بإقليم اليوسفية في ظرف شهر واحد، بعدما لقيت طفلتان حتفهما بالمرض نفسه، الحالة الأولى سجلت باليوسفية والثانية بجماعة الكنتور. وأوفدت مندوبية الصحة بالإقليم لجنة صحية مختصة إلى المنطقة من أجل الحد من انتشار المرض، حيث تم تلقيح محيط الطفل الهالك. وفيما أكدت مصادر حقوقية بالمنطقة أن الأمر قد يتعلق بوباء، اعتبارا للوفيات المتتالية لهؤلاء الأطفال، منددة بما وصفته ب»التعتيم» على هذا المرض، الذي يشكل خطرا على السكان، والذي فتك بأرواح الأطفال الثلاثة، نفى مندوب الصحة بالمدينة أن يكون الأمر يتعلق بوباء، لأن الحالات الثلاث متفرقة، كما أن المندوبية لم تتمكن من معرفة ما إن كان الأمر يتعلق ب»المينانجيت» أم لا، لأن الطفل (يوسف)، الذي لا يتجاوز عمره ثلاث سنوات، توفي قبل إخضاعه للتحاليل مباشرة بعد إدخاله إلى المستعجلات، بل إنها حالات «مينانجيت» مشكوك فيها، بعدما تعذر إجراء التحاليل الضرورية لقطع الشك باليقين، علما أن الأعراض التي أصيب بها الأطفال الثلاثة تحيل سريريا على «الشك في المينانجيت»، يقول مندوب الصحة. ونفى المندوب نفسه أن تكون مندوبية الصحة باليوسفية تقوم بأي تعتيم في هذا الإطار، ودليل ذلك أنها منفتحة على وسائل الإعلام من أجل طمأنة سكان المنطقة. وأضاف المندوب أنه يتم تلقيح محيط أي حالة وفاة مشكوك في إصابتها ب»المينانجيت» من باب الاحتياط، وهو ما حصل مع الحالة الثالثة، حيث زارت لجنة خاصة صباح أمس الاثنين دوار السبيعات للقيام بعملية التلقيح. وأكدت مصادر مطلعة أن الأعراض التي ظهرت على الطفل الهالك، يوسف، هي نفسها الأعراض التي ظهرت على الضحيتين السابقتين وتسببت في وفاتهما في أقل من شهر، والتي تتمثل أساسا في ارتفاع مفرط في درجة الحرارة. أسرة الطفل نقلته إلى المستشفى الإقليمي للاحسناء بالمدينة نفسها، غير أنه فارق الحياة مباشرة بعد إدخاله إلى قسم المستعجلات. وطالبت مصادر حقوقية الجهات الصحية المسؤولة بالقيام بحملات تحسيسية عمومية لتحسيس السكان، الذين أصبحوا يعيشون في دوامة من الخوف والهلع، خشية الإصابة بهذا الوباء القاتل واتخاذ الإجراءات الوقائية لمنع انتشاره، خاصة بالمؤسسات التعليمية.