«لقد غادروا المستشفى بعدما قدمت لهم الفحوصات واللقاحات الضرورية»، هكذا قال مصدر طبي تابع لمندوبية وزارة الصحة بمدينة صفرو، متحدثا عن تطورات الوضع الصحي لما يقرب من 25 تلميذا تتراوح أعمارهم ما بين 8 سنوات و12 سنة، أصيبوا بتسمم جماعي في قرية «كشاتة» بجماعة «أغبالو أقورار» القروية بنواحي الإقليم. وحسب مصادر جمعوية في المدينة، فإن تلاميذ المؤسسة التعليمية الابتدائية التي توجد في مركز القرية تناولوا وجبة «عدس» وخبزا في الفترة الزوالية في مطعم تابع لهذه المؤسسة، تقرر إحداثه لمساعدة التلاميذ على مواصلة الدراسة أمام بعد المسافات التي تربط دواويرهم بالمدرسة. وفتحت نيابة التعليم بالإقليم تحقيقا داخليا حول ملابسات هذا التسمم الجماعي، وقالت المصادر إن مندوبية الوزارة ستستعين بتقرير طبي لأطقم وزارة الصحة، التي أشرفت على تقديم العلاجات للتلاميذ في هذه التحريات التي من شأنها أن تطيح برؤوس مكلفة بالإطعام المدرسي بنيابة التعليم بهذا الإقليم. وطبقا للمصادر، فإن مندوبية التعليم تخصص ميزانيات مهمة لهذا الجانب بغرض تمكين التلاميذ المتحدرين من فئات هشة، وبالخصوص في العالم القروي، من مواصلة الدراسة، عوض تركهم عرضة للهدر بسبب صعوبات الأوضاع في المناطق القروية. وبعد انتقالهم إلى مستويات تعليمية إعدادية وثانوية، فإن عددا كبيرا من أبناء القرى يتنقلون إلى الإقامة في داخليات تابعة لوزارة التربية الوطنية. وذكرت المصادر بأن نائب التعليم، الذي سبق له أن واجه احتجاجات نقابة الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب ونقابة الجامعة الوطنية للتعليم التوجه الديمقراطي بسبب ملف تنقيل مقربة منه دون سلك المساطر القانونية، حضر إلى المستشفى الإقليمي لصفرو لمعاينة تطورات الوضع الصحي للتلاميذ المصابين بالتسمم الجماعي. وحضر مسؤولون في عمالة الإقليم لمتابعة الملف، خاصة وأن جماعة «أغبالو أقورار» سبق لها أن شهدت احتجاجات للسكان للمطالبة بفك العزلة عنهم، وتعبيد الطرق، وربط المنطقة بالبنيات الأساسية، وهو الوضع الذي ظهر أمام حالة التسمم الجماعي للتلاميذ في قرية «كشاتة»، حيث اضطر السكان إلى نقل عدد من المصابين على متن سيارات خاصة، بالإضافة إلى سيارة إسعاف، خوفا من مضاعفات يمكن أن تنتج في حالة الانتظار لمدة أطول لوصول سيارات إسعاف تابعة للوقاية المدنية، يوجد مقرها الرئيسي بوسط المدينة.