فوجئ العمال والأطر بمركز الأبحاث النووية بالمعمورة، خلال الأسبوع الماضي، بتسربات نووية من «مستوى خطير» لمواد إشعاعية وكيماوية، ومنها مادة «لاغسونيك» الخطيرة جدا على الإنسان والبيئة، بعد امتلاء الحاويات المخصصة لجمع مثل هذه المواد، وهو ما أثار الهلع في صفوف الأطر والعمال بهذا المركز المتواجد بضاحية مدينة سلا وسط غابة المعمورة. وأحاطت إدارة المركز النووي هذه التسربات النووية من حاويات متآكلة بتكتم شديد، فيما تقول مصادر مطلعة إن هذا المركز النووي أصبح بمثابة قنبلة موقوتة تهدد المناطق المجاورة له. وفي إفادتها ل«المساء»، اعتبر ت مصادر متطابقة من المركز أن هذه ليست المرة الأولى التي يقع فيها مثل هذا الحادث بالمركز، فقد وقع نفس الشيء في وقت سابق من السنة الجارية عندما تآكلت الحاويات نتيجة الصدأ، محذرة من خطر تكرار نفس الحوادث في ظل غياب مراقبة فعلية تأخذ بعين الاعتبار حساسية المواد المستعملة في الأبحاث وخطورتها. ووصفت المصادر ذاتها الحالة التي وصل إليها المركز الوحيد للأبحاث النووية بالمغرب، ب«المزرية»، بسبب عدم إسناد المسؤولية إلى كفاءات علمية قادرة على متابعة أشغال المنشآت النووية، وكذا بسبب عدم تعيين مدير تقني وعلمي يعوض المدير السابق الذي توفي منذ أزيد من خمس عشرة سنة، مشيرة في ذات السياق إلى أن مناصب مسؤولية عدة ظلت شاغرة بعد الاستقالات المتوالية للأطر التقنية والعلمية من المركز. وتعذرت على «المساء» معرفة وجهة نظر إدارة المركز النووي في هذه القضية، واكتفى مصدر من المركز بالقول «إننا سنتصل بكم بعد ساعة».