شرعت الحكومة الإسبانية، عبر وزارة خارجيتها، في هدم وسحب مجسمات ترمز لما تبقى من رموز عهد الديكتاتور فرانكو، بواجهة القنصلية الإسبانية العامة بتطوان، تنفيذا ل «قانون الذاكرة التاريخي» الإسباني، بعدما تراجعت عن ذلك بعد تقلد الحزب اليميني الشعبي الحكم بالجارة الشمالية، حيث بررت عدم وفائها بالتزامها بالأزمة المالية التي تعصف بها. ووفق ما عاينته «المساء»، فإن القنصلية العامة بدأت في ترميم تلك الواجهات، فيما يجهل مصير المجسمات والصور التي ترمز للعهد الدكتاتوري كنسر القديس «خوان». وجاء قرار سحب مخلفات الدكتاتور «إيل كاوديو» بعد تماطل دام لسنوات، كما سبق وأن أشارت الجريدة سابقا إلى مطالبة أصوات عديدة بتطوان، السلطات الإسبانية والمغربية بسحب ما تبقى من رموز عهد الديكتاتور فرانكو من بعض شوارع تطوان، كشارع معركة أنوال، حيث تمت تغطية شعار الجمهورية الإسبانية بلوحة خشبية توجد عند مدخل شقق الجنود الإسبان القدامى هناك بحي «حافة الركينة»، وأخرى بواجهة القنصلية الإسبانية، وبعض لافتات الشوارع التي ما زال يتصدرها رمز النسر الذي كان يرمز للحقبة الفاشية الدكتاتورية. وندد التطوانيون حينها بتبرير وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإسباني عدم نزعها كل مخلفات الدكتاتور الإسباني من قنصليتيها بكل من تطوان وطنجة والدار البيضاء، بعدم توفرها على ميزانية مالية لذلك، وهي مخلفات عبارة عن مجسمات أو صور أو شعارات منحوتة بعضها مرسوم على بعض الزرابي والمنحوتات الخشبية. وكانت إسبانيا قد التزمت بسحب كل ما يرمز للحقبة الدكتاتورية من بعض سفاراتها وقنصلياتها المعتمدة في عدد من البلدان والمدن، وضمنها المغرب، والتي تعيد إلى الذاكرة أسوء حقبة عاشتها المناطق الشمالية للمغرب، وتطوان خصوصا، باعتبارها كانت عاصمة للاستعمار الإسباني، فيما ردت الحكومة الإسبانية على سؤال كتابي تم طرحه على وزير الخارجية بمجلس النواب، من طرف البرلماني خوان إنياريتو عن حزب «أمايور» الباسكي، بسعيها إلى إخفاء وسحب كل ما يرمز إلى الحقبة الدكتاتورية حين تتخلص من أزمتها الاقتصادية، وكلما توفرت لها ميزانية مالية مرصودة لذلك. ورغم تعهد الحكومة الإسبانية بسحب كل ما يرمز للدكتاتور فرانكو من الإدارات العمومية الإسبانية وبعثاتها الدبلوماسية في عدد من الدول، من أبرزها المغرب، فإن العضو البرلماني الإسباني لفت انتباهه خلال زيارته لتطوان، يوم 3 من شهر يونيو الماضي، وجود شعارات ومجسمات ودروع معمارية ترمز للنظام الديكتاتوري الفرانكاوي السابق على واجهة القنصلية الإسبانية بتطوان. من جهته، أكد مصدر من القنصلية الإسبانية العامة بتطوان ل «المساء» إيداع العديد من مخلفات الحقبة الفرانكاوية بمخزن داخل القنصلية الإسبانية وأخرى بطنجة، وهي عبارة عن أروقة وزرابي، ورايات، وبعض اللوحات الفنية، مشيرا إلى أن الأمر لا يتعلق فقط بالمغرب بل بسفارات وقنصليات إسبانية بدول لاتينية كسفارة إسبانية بكييتو، عاصمة الإكوادور وأخرى بباناما، كما توجد بمدن أوربية أيضا، كقنصلية مدينة ليون بفرنسا، ومجسمات ودروع فرانكاوية بسفارة إسبانيا بهلنسكي بفنلندا، وأخرى بفيينا بالنمسا، وببروكسيل ببلجيكا، وتمثالين آخرين وزربية طولها 10 أمتار تحمل شعار «عاش فرانكو» بالسفارة الإسبانية بروما، وهي كلها مودعة الآن بمخازن تابعة لتلك السفارات، حيث وصفها محدثنا ب 22 نقطة سوداء يجب إتلاف ما بقي فيها من رموز النظام الفاشي الفرانكاوي السابق، فيما التزمت مدريد بسحبها وتسليمها إلى مركز التوثيق، التابع للذاكرة التاريخية لمدينة ««سالمانكة» .