تطور نزاع بين قبيلتين بجماعة سيدي يحيى أويوسف، التابعة لإقليم ميدلت، حول بيع مجموعة من القطع الغابوية بالمنطقة إلى مواجهات دامية اندلعت شراراتها، صباح أول أمس الثلاثاء، وخلفت، حسب مصادر من المنطقة، إصابات بليغة في صفوف أفراد القبيلتين، كما أسفرت عن إصابة أحد أفراد القوات المساعدة بجروح لم تعرف درجة خطورتها مما استدعى تدخل رجال الوقاية المدنية لإنهاء المواجهات . وحسب المصادر ذاتها، فإن أهالي قبيلتي «إيزا عثمان» و«أيت خويا» تنازعوا بعد إصرار بعض الموالين لرئيس الجماعة على بيع تلك القطعة الغابوية، وهو ما رفضه السكان الذين يعتبرون الغابة مورد رزقهم، رافضين رفضا باتا بيع أي جزء منها، خاصة وأنهم يؤكدون في تصريحاتهم أنهم لا يستفيدون من مداخيلها التي تذهب لخزينة الجماعة دون أن تظهر ملامحها على السكان الذين يعيشون في فقر مدقع. وأضافت المصادر ذاتها، في اتصال هاتفي ب»المساء»، بأن هذه المواجهة انطلقت شرارتها حوالي التاسعة صباحا من نفس اليوم بمنطقة غابوية تسمى «تلات نواعراب» وكانت شرسة جدا بعد أن تم تبادل الطرفان الرشق بالحجارة، مما تسبب في سقوط ضحايا من كلا الطرفين، إذ أصيب خمسة أفراد من السكان بجروح بليغة. وتعود أسباب هذه المواجهات، حسب نفس المصادر، إلى كون لجنة محلية مكونة من عناصر تابعة للمياه والغابات وقائد المنطقة ورئيس الجماعة ورجال الدرك، حلت بالمنطقة بهدف تحديد مساحة أشجار الأرز التي سيتم تفويتها، في إطار سمسرة عمومية، لقطعها من طرف تجار الأخشاب في إطار المحصول الغابوي، الذي ظل السكان يرفضون طريقة تدبير عائداته المادية من طرف المجلس الجماعي، وقد نظموا على إثر ذلك العديد من الوقفات الاحتجاجية كما وقعوا العديد من العرائض وجهت نسخ منها إلى مختلف السلطات، حسب نفس المصادر، بدعوى أنهم من ذوي الحقوق ولا يستفيدون من هذه العائدات المادية التي تدر ملايين السنتيمات على المجلس الجماعي دون أن يتم استثمارها في مشاريع تنموية بالمنطقة، وعلى رأسها البنيات التحتية، التي يعاني بسببها السكان الذين ظلوا متشبثين بمطلبهم الوحيد المتمثل في إحداث طريق معبدة لفك العزلة القاتلة التي يعانون منها منذ سنوات. وأضافت مصادر من السكان أن المواجهات خلفت إصابة أفراد من القبيلتين، مستغربة بعض الطقوس التي عاينتها خلال المواجهة والمتمثلة في تعالي زغاريد النساء وهتافات الأطفال بين الحين والآخر في منظر لم تألفه الساكنة من قبل. وأضافت المصادر نفسها أن السكان متضررون ومستاؤون من الاستهداف الذي تتعرض له أشجار الأرز بسيدي يحيى أو يوسف وبجماعة تونفيت، والمتمثل في نهب خيراتها لأكثر من 14 سنة وتدمير غطائها الغابوي، مما جعل الساكنة تعيش في وضع مزر طيلة السنوات الماضية، وهو الوضع الذي كانت تأمل في أن يتحسن بتدخل لجن تحقق في نهب الثروات والخيرات الغابوية طيلة هذه السنوات بالمنطقة لخلق نموذج تنموي يحقق الأهداف التنموية من جهة، وحماية البيئة واستدامتها من جهة أخرى. وحسب المصادر نفسها، فقد تم إفشال هذه العملية من طرف السكان ولم تتمكن عناصر اللجنة المذكورة من تحديد الأشجار المستهدفة ، إذ عاد أفرادها أدراجهم في انتظار الإجراءات التي سيتم اتخاذها لاحقا، خصوصا بعد أن صمم السكان على مواصلة الاحتجاج والمواجهة كيفما كانت عواقبها.