أصدر المجلس العلمي المحلي بالرباط فتوى تقضي بتحريم ترويج غشاء البكارة الصناعي في الأسواق المغربية، إثر رسالة وجهها رئيس جمعية منتدى الطفولة إلى رئيس المجلس العلمي بالرباط. وجاء في الرد أن استخدام غشاء البكارة الصناعي يعد صورة من صور الغش والتدليس اللذين نهى عنهما الشرع، إذ إن إيهام الزوجة لزوجها بعذرية كاذبة هو ضرب لقيم العفة والطهارة والصدق، وتستر على زلات وفضائح قد تتحول إلى مرض اجتماعي. واعتبر المجلس العلمي أن نهي الإسلام للمرأة عن الزيادة في شعرها أو الرسم على جلدها وشما تغير به خلق الله، وإن كانت هذه الأفعال هي من قبيل المظاهر الخارجية التي لا تخفى على العين البصيرة، ولا تمس جوهر المرأة ولا تقدح في أخلاقها ولا تشكك في نزاهتها، حيث قال النبي (صلى الله عليه وسلم) «لعن الله الواصلة والمستوصلة والواشمة والمستوشمة»، فإنه قياسا على ذلك يحرم استعمال غشاء البكارة الصناعي، وعلى المرأة ألا تقبل أن تهين نفسها وتختزل عفتها وطهرها في غشاء تمتد إليه الأيادي بالتصنيع والتركيب والتزييف والتزوير، بعدما كانت العفة تعني سمو المبدأ وحسن الخلق وعزة النفس وجمال الحياء، والبعد عن الشبهات. ورأى المجلس العلمي أن الترويج لهذه «الآلية الجديدة» هو نسف للأخلاق والقيم الاجتماعية ومس بثوابت الدين الإسلامي، لأن فتح الباب أمام هذا الأمر وإباحته مطلقا فيه ضرر على الأزواج الذين يغرر بهم لقبول الزواج بمن كان لهن ماض سيء في العلاقات غير الشرعية، ظنا منهم أن وجود الغشاء يدل على وجود البكارة، والتي تعني الطهر والعفاف. وأكد جواب المجلس العلمي المحلي أنه سيستغل كافة طاقاته العلمية وصلاحياته الدعوية ووسائله المشروعة من أجل تفعيل مبادرة محاربة التعاطي لهذه الأداة، والدعوة إلى التمسك بقيم العفة والعفاف وتقوية الوازع الديني لدى الشباب، من خلال حملات التوعية والتحسيس بمخاطر الفساد، ومحاربة مظاهره الخفية والعلنية والتحذير من أساليبه وقنواته. كما دعا إلى ضرورة التنسيق مع المصالح المختصة والجهات المهتمة لمنع دخول هذا المنتوج إلى البلاد وترويجه. ودعا عدد من المواطنين، في هذا السياق، إلى منع المنتوج المذكور من الدخول إلى الأسواق المغربية للحفاظ على عفة المجتمع تماشيا مع ما يقتضيه الوازع الديني الذي يحرم الغش والتدليس، كما أن ترويج الغشاء، يضيف المصدر نفسه، سيولد أمراضا اجتماعية وجسدية أخرى.