أجاز الفقيه المغربي عبد الباري الزمزمي، رئيس الجمعية المغربية للدراسات والبحوث في فقه النوازل، ترقيع غشاء البكارة واستعمال آخر صناعي في ثلاث حالات، مختلفة في ذلك مع فتوى صادرة عن مؤسسة دينية رسمية في المملكة حرمت عملية الترقيع مطلقا واعتبرتها "غشا وتدليسا ومساسا بالمبادئ والأخلاق والقيم الإسلامية". "" ففي تصريحات لصحيفة "الجريدة الأولى" نشرتها السبت الماضي قال الشيخ الزمزمي إن هناك ثلاث حالات يسمح فيها الإسلام باستعمال البكارة الصناعية، وهي: "في حالة الاغتصاب فمن تعرضت للاغتصاب إكراها لها كل الحق في استغلال تطور العلم في ترميم غشاء البكارة قبل زواجها، والثانية إذا تعرضت الفتاة لحادث تسبب في فقدان عذريتها، والحالة الأخيرة هي فقدانها عذريتها في مرحلة الخطوبة"، إذا غرر بها. وتعليلا لذلك رأى أن "ترميم غشاء البكارة قبل الزواج يحمي الأسر من المشاكل، إذ لابد أن يكون لترميم غشاء البكارة إيجابيات كثيرة تتعلق بجمع شمل العائلات المغربية، وتفادي الخلافات". واختتم الشيخ الزمزمي رأيه بالقول إن "الفتاة من حقها أن تبدأ حياة جديدة، والدين الإسلامي يقبل توبة العبد، فلا يعقل أن نسد طريق التوبة، وهو ما يجيز ضمنيا إخفاء الفتاة التي فقدت عذريتها في هذه الحالات الثلاث ما تعرضت له "جلبا للمنفعة ودفعا للضرر". "غش وتدليس" وكان المجلس العلمي في الرباط (مؤسسة دينية رسمية تابعة للمجلس العلمي الأعلى) قد حرم ترقيع غشاء البكارة، معتبرا ذلك "غشا وتدليسا ومساسا بالمبادئ والأخلاق والقيم الإسلامية". وفي إجابته على سؤال وجه إليه حول حكم الإسلام في غشاء البكارة الصناعي المتوافر في الأسواق المغربية، حذر المجلس من أن "فتح الباب أمام هذا الأمر وإباحته مطلقا فيه ضرر على الأزواج الذين يغرر بهم لقبول الزواج ممن كان لهن ماض سيئ في العلاقات غير الشرعية، ظنا منهم أن وجود الغشاء يدل على وجود البكارة، والتي تعني الطهر والعفاف". واستعرض المجلس في فتواه عددا من الموانع قائلا: "إذا كان الغش ضد النصح، وهو إظهار البائع ما يوهم جودة في السلعة كذبا أو يخفي عيب فيها، وإذا كان إجماع العلماء قد انعقد على أنه محرم وأنه كبيرة من الكبائر بدليل الكتاب والسنة، فإن استخدام غشاء البكارة الصناعي يعد صورة من صور الغش والخداع والتدليس المنهي عنه شرعا؛ إذ توهم من تستخدمه زوجها بعذرية كاذبة، ضاربة عُرض الحائط بكل قيم العفة والطهارة والصدق، متسترة على زلاتها وفضائحها بغشاء صناعي صفيق رخيص، تطمس به الحقائق وتبعد به عنها الشبهات وتخفي تحته الذنوب والزلات". التحريم واللعن وقياسا على المنهي عنه للمرأة مثل "الزيادة في شعرها لتوهم الغير أنه من شعرها، أو الرسم على جلدها وشما تغير به خلق الله تعالى"، تساءل المجلس مستنكرا: "فكيف إذن يكون حكم تغيير الأمور الداخلية التي لا يطلع عليها إلا خصوص الأزواج؟ والتي توحي بنبل الأخلاق والطهارة من الآثام والبعد عن الرذيلة؟ أفلا تكون بالنهي أولى وبالتحريم أجرد وباللعن أحق؟". وأضاف المجلس مستنكرا: "كيف تقبل المرأة أن تهين نفسها وتختزل عفتها وطهرها في غشاء تمتد إليه الأيادي بالتصنيع والتركيب والتزييف والتزوير بعدما كانت العفة تعني سمو المبدأ وحسن الخلق وعزة النفس وجمال الحياء والبعد عن الشبهات". وفي غياب إحصاءات رسمية من وزارة الصحة المغربية، تتحدث تقارير إعلامية عن تزايد حالات إجراء عمليات ترقيع غشاء البكارة واستعمال البكارة الصناعية بالمغرب في السنوات الأخيرة. *إسلام أونلاين