محمد بنقرو قالت مؤسسة غيتة زنيبر بمكناس، في رسالة موجهة إلى «المساء» مرفوقة بنسخ من تقارير طبية، إن الطفل أيمن الباهي المزداد في 28 /09/2009 بمدينة فاس، والذي سبق ل«المساء» أن أثارت قضيته في وقت سابق، تعرض من قبل كفيلته وهي موظفة بمركز القاضي المقيم بمدينة إيفران، إلى كل أنواع التعذيب والترهيب النفسي والجسدي بشكل خطير ووحشي، إلى جانب تعرضه إلى هتك عرضه باستعمال عصا «كراطة». وأضافت المصادر أن الضحية كان يتعرض للتعذيب عن طريق الكي في مختلف أنحاء جسمه، ولازالت آثار الحروق بادية عليه. كما أنه كان يتعرض الى أبشع عمليات التعذيب النفسي والجسدي عن طريق الضرب المبرح، مما سببه له صدمة نفسية خطيرة يصعب الخروج منها بسهولة. خصوصا وأنه كان يتعرض إلى هتك عرضه باستعمال عصا «الكراطة « بطريقة وحشية وبشعة، وهذا ما أثر كثيرا على وضعه النفسي والجسدي، وهو حاليا نزيل بقسم الأطفال المهملين «العش» بمستشفى محمد الخامس ويتابع علاجه لدى مجموعة من الأطباء النفسانيين وغيرهم. وتعود وقائع هذه القضية، حسب نفس المصادر، إلى صباح يوم 23 من الشهر الماضي، بعد أن أثار انتباه مديرة إحدى مؤسسات التعليم الأولي التي كان يدرس بها الضحية وجود آثار العنف على وجهه إلى جانب ملاحظتها بأن طريقة مشيه كانت غير سوية، مما دفعها إلى استجواب الضحية حول أسباب هذه الأعراض البادية عليه. وبعد أن تردد في أول الأمر في البوح لها بالأسباب، عاد ليفجر قصة مثيرة وخطيرة، تضيف المصادر، حول كل ما كان يتعرض له من تعذيب نفسي وجسدي عن طريق الضرب والكي والاغتصاب. وعلى إثر ذلك ربطت المديرة الاتصال بمصالح الأمن التي استجوبت الضحية وربطت الاتصال بالوكيل العام الذي أمر بالاستماع الى المتهمة في حالة سراح، قبل أن يتم اعتقالها في ما بعد. وبخصوص المتهمة، فإنها سيدة في عقدها الخامس، غير متزوجة، كانت تشتغل بالمحكمة الابتدائية بمكناس قبل أن يتم نقلها، في ظروف غامضة، إلى مركز القاضي المقيم بإيفران، وكانت قد تقدمت إلى المحكمة الابتدائية بطلب الكفالة في وقت سابق، إلا أن طلبها قوبل بالرفض حسب نفس المصادر، لتعود، من جديد، إلى إعادة رفع الطلب الى محكمة الاستئناف بفاس وهي التي مكنتها من حق الكفالة أواخر سنة 2013 . وقد تقدمت، آنذاك، بطلب من أجل الحصول على طفل بالكفالة من مؤسسة غيتة زنيبر، إلا أنه تم رفض طلبها، مما دفعها إلى العودة إلى مدينة فاس وهناك حصلت على الطفل أيمن بطريقة غير معروفة، تضيف المصادر، وقامت بالتكفل به منذ مدة لم تصل إلى السنة بعد، قبل أن تتفجر هذه القضية الخطيرة ويتم اعتقالها على إثرها، وإيداعها سجن تولال، في انتظار مثولها أمام قاضي التحقيق في أول جلسة في ال18 من الشهر الحالي بحضور مجموعة من المحامين الذين يؤازرون الضحية ويمثلون بعض فعاليات المجتمع المدني والحقوقي .