تعرض طفل يبلغ من العمر 6 سنوات بمدينة مكناس، إلى كل أنواع التعذيب والترهيب النفسي والجسدي، إلى جانب هتك عرضه بطريقة وحشية باستعمال عصا "الكراطة"، من قبل كفيلته. وقالت بعض المصادر، حسب ما أوردته جريدة "المساء" في عددها اليوم الأربعاء، إن الضحية كان يتعرض للتعذيب عن طريق الكي في مختلف أنحاء جسمه، ومازالت آثار الحروق بادية عليه، كما أنه كان يتعرض إلى أبشع عمليات التعذيب النفسي والجسدي عن طريق الضرب المبرح، مما سبب له صدمة نفسية خطيرة يصعب الخروج منها بسهولة، خصوصا وأنه كان يتعرض إلى هتك عرضه باستعمال عصا "الكراطة" بطريقة وحشية وبشعة، وهذا ما أثر كثيرا على وضعه النفسي والجسدي، وهو حاليا نزيل بقسم الأطفال المهملين "العش" بمستشفى محمد الخامس، ويتابع علاجه لدى مجموعة من الأطباء النفسانيين وغيرهم.
وتعود وقائع هذه القضية، تضيف الجريدة، إلى صباح يوم 23 من الشهر الماضي، بعد أن أثار انتباه مديرة إحدى مؤسسات التعليم الأولي، التي كان يدرس بها الضحية، وجود آثار العنف على وجهه، إلى جانب ملاحظتها بأن طريقة مشيه كانت غير سوية، مما دفعها إلى استجواب الضحية حول أسباب هذه الأعراض البادية عليه، وبعد أن تردد في أول الأمر في البوح لها بالأسباب، عاد ليفجر قصة مثيرة وخطيرة.
وعلى إثر ذلك، تقول الجريدة، ربطت المديرة الاتصال بمصالح الأمن التي استجوبت الضحية، وربطت الاتصال بالوكيل العام، الذي أمر بالاستماع إلى المتهمة في حالة سراح، قبل أن يتم اعتقالها فيما بعد.
وبخصوص المتهمة، فإنها سيدة في عقدها الخامس، غير متزوجة، كانت تشتغل بالمحكمة الابتدائية بمكناس، قبل أن يتم نقلها في ظروف غامضة، إلى مركز القاضي المقيم بإفران، وكانت قد تقدمت إلى المحكمة الابتدائية بطلب الكفالة في وقت سابق، إلا أن طلبها قوبل بالرفض حسب نفس المصادر.
وأكدت الجريدة أن المتهمة عادت من جديد إلى إعادة رفع الطلب إلى محكمة الاستئناف بفاس، وهي التي مكنتها من حق الكفالة أواخر سنة 2013، وقد تقدمت آنذاك بطلب من أجل الحصول على طفل بالكفالة من مؤسسة "غيتة زنيبر"، إلا أنه تم رفض طلبها، مما دفعها إلى العودة إلى مدينة فاس، وهناك حصلت على الطفل "أ.ب" بطريقة غير معروفة.
وقالت مصادر الجريدة، أن المتهمة قامت بالتكفل بالطفل منذ مدة لم تصل إلى السنة بعد، قبل أن تتفجر هذه القضية الخطيرة ويتم اعتقالها على إثرها، وإيداعها سجن تولال، في انتظار مثولها أمام قاضي التحقيق في أول جلسة في ال18 من الشهر الجاري، بحضور مجموعة من المحامين الذين يؤازرون الضحية، ويمثلون بعض فعاليات المجتمع المدني والحقوقي. من جهته يعيش الطفل "أ.ب" حالة نفسية جد متدهورة عقب هذا الحادث.