أصدر قاضي التحقيق باستئنافية تطوان، أول أمس، قرارا يقضي يإيداع قائد المقاطعة الثالثة بجماعة «حيضرة» بمدينة الفنيدق، سجن الصومال، بتهمة «الابتزاز والارتشاء واستغلال النفوذ»، بعد الاستماع إليه في تحقيق تفصيلي ثان. ووفق مصادرنا، فإن إيداع المسؤول الترابي (ن. أ) جاء بعد إجراء قاضي التحقيق تحقيقا مفصلا، استجابة لطلب النيابة العامة بالمحكمة ذاتها، والقاضي بالتحقيق معه مجددا حول التهم ذاتها، بعد اعتقاله متلبسا بتسلم ظرف مالي يتضمن مبلغ 10 آلاف درهم كرشوة، حيث كان قضاء تطوان قد أمر خلال الاستماع إليه تمهيديا بمتابعة كل من قائد الملحقة الإداري الثالثة بمدينة الفنيدق، وعون سلطة في حالة سراح، مع تحديد جلسة يوم 19 مارس الجاري، كما تم سحب جواز سفر المتهمين وإغلاق الحدود في وجهيهما في إطار المراقبة القضائية. وكانت فرقة من الشرطة القضائية لولاية أمن تطوان اعتقلت القائد، الذي عين قبل أسابيع قائدا بالمقاطعة الثالثة، متلبسا بتسلم رشوة مالية قدرها مليون سنتيم داخل مطعم تابع لفندق تعود ملكيته للمستثمر المشتكي بمدينة الفنيدق، بناء على تعليمات الوكيل العام للملك باستئنافية تطوان، بعد توصله بشكاية من مستثمر يحمل الجنسيتين المغربية والإسبانية, إذ أفاد الوكيل العام بتوصله بمكالمات هاتفية من القائد المعتقل، وعون سلطة تابع له، يدعى البقالي، يطالبه فيها بمنحه مليون سنتيم. وكشف المستثمر، طارق أخراز، في لقاء جمعه ب»المساء»، أنه توجه قبل أسابيع إلى بقعة أرضية تعود ملكيتها له ولعائلته لتفقدها، حيث التقى هناك بعون السلطة، واستفسره عن طريقة الحصول على ترخيص قانوني لبناء شقة هناك، ليجيبه عون السلطة المعتقل أنه لا يمكن له الحصول على ترخيص قانوني للبناء. بعدها بأيام سيبدأ عون السلطة نفسه في الاتصال به مقترحا عليه الترخيص مقابل تأديته مبلغ 5 ملايين سنتيم، قبل أن يطالبه أولا بتأدية مبلغ مليون سنتيم لقائد المقاطعة المعتقل. ويقول المستثمر في حديثه للجريدة أنه اتصل بدفاعه ليحكي له الأمر، فنصحه بالاتصال بالقائد هاتفيا وتسجيل المكالمة، وهو ما حدث فعلا، إذ اتصل المستثمر بقائد المقاطعة الثالثة، الذي أكد له في المكالمة الهاتفية أنه فعلا أرسل له عون سلطة لمنحه مبلغ مليون سنتيم، وأنه خجل أن يطالبه بها بنفسه. وبعد لقاء الوكيل العام، واستماعه لمضمون المكالمة الهاتفية، أعطى تعليماته للشرطة القضائية بمتابعة الأمر واعتقال القائد متلبسا، بتسلمه مليون سنتيم. وقامت فرقة الشرطة القضائية بتصوير كل الأوراق المالية من فئة 200 درهم، ونسخ أرقامها التسلسلية، ليعاود المستثمر الاتصال بالقائد ضاربا معه موعدا في فندقه بمدينة الفنيدق. وحاصرت عناصر الشرطة الفندق دون أن تلفت انتباه القائد، الذي حل في السيارة الرسمية في الموعد المحدد، الذي صادف السابعة مساء، ليلتقي مع المستثمر ويتسلم منه ظرفا ماليا يضم مليون سنتيم. وفور دسه الظرف في جيب سترته انقضت عليه عناصر الشرطة، التي اقتادته في حالة اعتقال مصفد اليدين إلى ولاية أمن تطوان، تحت إشراف شخصي من والي الأمن.