سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
«الأنفلونزا» تجتاح 60 تلميذا من آنفا و استنفار أمام مستشفى الصوفي للبحث عن أقنعة مسؤول بوزارة الصحة: الأدوية موجودة لكن لا ينبغي استنزافها في الإصابات العادية
بلغ عدد المصابين ب«أنفلونزا الخنازير» من التلاميذ التابعين لنيابة أنفا بالدارالبيضاء لوحدها 60 تلميذا، فيما سجلت أول أمس إصابتان بأنفلونزا الخنازير بثانوية تابعة لنيابة ابن امسيك، حسب ما ذكرته مصادر مطلعة ل«المساء». كما سجلت حالات بثانوية أخرى بالحي المحمدي. وعاش مستشفى مولاي يوسف، المعروف بمستشفى الصوفي بالبيضاء، أول أمس الأربعاء، حالة استنفار بسبب الخوف الذي سيطر على تلاميذ ثانوية أحمد شوقي بآنفا، حيث توجه التلاميذ وعائلاتهم إلى المستشفى للمطالبة بالفحوصات الضرورية للتأكد من الإصابة بفيروس إتش 1 إن 1 أو عدمها، بالإضافة إلى المطالبة بتمكينهم من الكمامات الواقية لحماية أنفسهم من العدوى. وأكد المندوب الجهوي للصحة بالدارالبيضاء، أن ستين حالة مؤكدة سجلتها المندوبية الجهوية للصحة بتراب آنفا، إلى حدود أول أمس، وأن أغلبها من التلاميذ، كما أن ستين حالة أخرى مازال مشكوكا في إصابتها، وأن المؤسسات التي سجلت بها حالات الإصابة هي مؤسسات خاصة وعمومية. ودعا المندوب الجهوي، في ظل حالة الرعب التي أصابت المواطنين، إلى التعامل مع المرض بطريقة عادية، لأنه لا يشكل أي خطر على حياة الإنسان، والدليل على ذلك أن العديد من المرضى بالفيروس تم شفاؤهم منه دون أي استشارة أو متابعة طبية، كما أن آخرين تماثلوا للشفاء من المرض عن طريق أخذ الأدوية والخلود إلى الراحة، وأن العلاج يكون في غالب الأحيان بمنزل المريض. غير أن المندوب يؤكد أن العلاج بالمستشفى يكون ضروريا في بعض الأحيان، مثل حالات المصابين بالسكري، والقصور الكلوي، والمرأة الحامل، بالإضافة إلى العائلات التي تستقر في غرفة واحدة. وأكد الدكتور كديلي نوفل، طبيب الأكاديمية ورئيس الخلية الطبية الجهوية بالأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة الدارالبيضاء، في اتصال مع «المساء»، أنه لم يسجل لحد الآن تعليق الدراسة بأية مؤسسة تعليمية أخرى، باستثناء المدرستين المعلن عن تعليق الدراسة بهما منذ الاثنين الماضي ولمدة خمسة أيام، مضيفا أن أغلب التلاميذ الذين تعرضوا للإصابة بأنفلونزا الخنازير تماثلوا للشفاء. وتتوفر الأدوية بعدد من مستوصفات الدارالبيضاء، حسب المندوب الجهوي، الذي أوضح أن تكتم الوزارة على هذه المستوصفات هو من أجل الاحتفاظ بأكبر كمية من الأدوية، منعا لاستنزافها من طرف مرضى مصابين بأنفلونزا عادية، الشيء الذي قد يضع الوزارة في مأزق في حالة انتشار المرض. ومن جهة أخرى، أعلنت مديرة منظمة الصحة العالمية مارغريت تشان أن المنظمة ستسلم, في الأشهر الاثني عشر المقبلة 200 مليون جرعة لقاح ضد فيروس أنفلونزا الخنازير «إيه إتش1 إن1» لتلقيح قسم من سكان نحو مائة دولة فقيرة. وقالت تشان في مؤتمر صحافي في هافانا بكوبا: «لقد حصلنا حتى الآن على تعهد قسم من الصناعة (الصيدلانية) ودول مانحة بتقديم حوالى 200 مليون جرعة للتلقيح، ستكون متوافرة لدى منظمة الصحة العالمية في الأشهر الاثني عشر المقبلة. وستسلم هذه الجرعات إلى حوالي مائة دولة». وأشارت تشان مجددا إلى أن قدرة إنتاج اللقاح «محدودة»، وإلى أن «مليارات الجرعات» ستبقى ناقصة لحماية كل سكان الدول الفقيرة من هذه الأنفلونزا، التي أسفرت حتى الآن عن وفاة نحو خمسة آلاف شخص في العالم. وقالت المسؤولة في منظمة الصحة العالمية، التي تزور كوبا حاليا، إنه إذا كانت جرعة من اللقاح كافية لتلقيح أحد الراشدين ضد فيروس «إيه إتش1 إن1»، فإن عدة جرعات قد تكون ضرورية لتلقيح طفل. وكانت منظمة الصحة العالمية قد أعلنت قبل أسبوعين أن توزيع هذه اللقاحات، الذي سيبدأ في نونبر المقبل، سيشمل قرابة 2 في المائة من سكان هذه الدول الفقيرة من الآن وحتى أربعة إلى خمسة أشهر. وعلى غرار ما هو حاصل في بقية أنحاء العالم، فإن الذين سيخضعون للتلقيح في بادئ الأمر هم العاملون في مجال الصحة، إضافة إلى الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة.