أجج فرار «مختل» عقليا من مستشفى الرازي للأمراض العقلية والنفسية بوجدة، بعد ارتكابه جريمة بفكيك ذهب ضحيتها أحد المواطنين، غضب سكان فكيك الذين خرجوا، في حدود الساعة الثانية من مساء الجمعة الماضي، في مسيرة عفوية حاشدة تضامنية مع عائلة الضحية، واحتجاجا على تردي الأوضاع الاجتماعية بالمدينة ولامبالاة السلطات المحلية والمنتخبة في تنمية المنطقة والتسريع بإنجاز العديد من المشاريع التي سبق أن تم الحديث عنها في حراك مجتمعي سابق. المسيرة التي شارك فيها مئات المواطنين الغاضبين، رجالا ونساء، انطلقت من ساحة «تاشرافت»، مسرح الجريمة التي ذهب ضحيتها غدرا «بوعلام أسرار» على يد أحد الأشخاص في عقده الثالث الذي اعتبر مختلا عقليا، أول أمس السبت، بعد أن هشم زجاج سيارته قبل أن يهشم رأس ضحيته، ثم جابت شوارع المدينة ووقفت أمام بنايات الباشوية والبلدية ومركز الأمن ومركز الوقاية المدنية الذي خصت عناصره الوحيدين بالتحية، ثم المستشفى الذي وصفوه ب»تبراكت» (البراكة)، وثكنة الجيش التي آخذوا أفرادها على طرد الأهالي من أراضهم الواقعة على الحدود ومنعهم من استغلالها. المسيرة التي تذكر بالحراك الشعبي الذي شهدته حاضرة فكيك، قبل ثلاث سنوات، كانت مناسبة للسكان عبروا فيها عن مطالبهم عبر شعارات قوية رفعوها، كما صبوا جام غضبهم على السلطات المحلية في شخص باشا المدينة والمنتخبين على رأسهم رئيس المجلس، والذين لم يتعاملوا مع الأوضاع المتردية المتعددة والمتشابكة والتي تزيد من حدة التهميش الذي تعاني منه المدينة وتوابعها الإدارية، وأثاروا العديد من المشاكل المتربطة بالإحساس بالحكرة وبالأمن والتهميش والصحة والبطالة والمخدرات.. يذكر أن عناصر الشرطة التابعة للمنطقة الأمنية بفكيك، تمكنت من إيقاف الجاني الذي اعتبر مختلا عقليا، ساعات قليلة بعد اقترافه جناية الضرب والجرح العمدين بواسطة السلاح الأبيض المفضيين إلى الوفاة، حيث قام بتهشيم الواقية الزجاجية الأمامية لإحدى السيارات، ووجه ضربة قوية إلى رأس الضحية بأداة حديدية. الضحية تم نقله على وجه الاستعجال إلى مستعجلات المركز الاستشفائي الجهوي الفارابي بوجدة حيث ظل تحت العناية المركزة إلى أن فارق الحياة، فيما تم إيداع الجاني مستشفى الرازي للأمراض النفسية رهن إشارة النيابة العامة بوجدة، قبل أن يتمكن من الفرار، للمرة الثانية، ويتم القبض عليه مرة أخرى، الخميس الماضي، بضواحي جرادة، ليودع السجن، هذه المرة في انتظار محاكمته.