تشكل المرأة والرجل أساس البناء الذي تتأسس عليه العلاقات الأسرية واستقرار المجتمع، فكلاهما يساهمان في نسج علاقات زوجية، إما أنها تستمر في جو يسوده الاستقرار والحب المتبادل أو يعتريها الحقد والكراهية، ولكي يتحقق ذلك لابد لكل منهما أن يتعرف على احتياجات الآخر، وأنت كزوجة كيف تفهمي زوجك حتى تذوب كل الحواجز التي تعيق التواصل والتفاهم بينكما؟ حسب غالبية الدراسات العلمية التي أنجزت في هذا السياق إن أكثر أسباب الاختلاف بين الزوجين تكمن في عدم فهم كل طرف لاحتياجات الآخر، فالرجل والمرأة كلاهما من مخلوقات الله سبحانه وتعالى، لكن هناك اختلاف وتكامل في الأدوار والمهام والواجبات، وتميز بين كلاهما في جوانب متعددة ومختلفة لاستمرارية الحياة البشرية. والرجل يكمن في داخله الشعور بالتميز الذكوري، وهذا الشعور يجعله حريصا على القيام بدور القيادة والرعاية للمرأة وللأسرة وينبني على هذا الشعور مفهوم القوامة، وهو مفهوم عميق في نفس الرجل. فالرجل سيدتي الكريمة له خصائصه البيولوجية التي تميزه عنك والتي تؤهله للقوامة والعمل والتعب من أجل توفير القوت اليومي لأبنائك ومصاريف وأعباء البيت، فلتكوني له السند والداعم فأنت زوجة وفي بعض الأحيان أم وصديقة هذا ما يريده زوجك منك. -هل تعلمي أيتها الزوجة الفاضلة ما يريده زوجك، إنه في حاجة أن تثقي في قدراته، فالثقة أساس لأي زواج ناجح، فاحرصي على ألا تهدمي أول لبنة في علاقتكما . -تقبلي زوجك كما هو لا كما تريدين، فأنت لك ثقافتك الخاصة بك وهو أيضا له ثقافة وتربية وتنشئة اجتماعية وسمات شخصيته تميز عنك وله نقاط ضعفه وقوته. -اعترفي له بجهوده التي يبذلها من أجلك ومن أجل سعادتكما معا فالتقدير والاعتراف سيسعدكما أكثر، ويدخل البهجة والسرور لعش الزوجية وهي جرعات ضرورية للسعادة. -لا تتركي فرصة تمر إلا وتعترفي له بإعجابك بشخصيته وهندامه وكلامه واحرصي أن تكوني مرآته والقلب الحاضن والملجأ الذي يفر إليه في ظل ضغوط الحياة المعاصرة. – شجعيه بكلماتك الرقيقة وابتسامتك لشحن طاقته، فكوب من عصير البرتقال مرفوق بابتسامة سيهدئ من توتره . – إياك أن تفسد عليه خلوته في بعض الأوقات، فالرجل في حاجة للتركيز والصمت والانعزال لحل بعض المشاكل التي تشغل باله بتعبير جون جراي " يدخل الكهف" لا تلحي عليه ليتحدث عما يضايقه أو يشغل باله . – لا تحاولي تقديم نصائح له إلا إذا طلب منك فعل ذلك. -امنحيه الحب والثقة والتقدير، واحرصي على أن يسود الهدوء جو البيت . -اعلمي أيتها الزوجة أن الرجل يحتاج في بعض اللحظات أن يأخذ مسافة من زوجته، فلا تجعلي ذلك يضايقك فيخرج مع أصدقائه أو يقوم بنشاط قد يغير من روتين العمل وتعب الحياة والأبناء. – تجنبي اللوم والعتاب والمحاسبة عند عودته . من هنا يبدأ التغيير في حياتكما الزوجية لاحظي انطباق هذا المقال عليك واحرصي على وضع خطة عمل لتغيير أسلوب تعاملك مع زوجك بناء على كل العناصر التي تطرقت لها سالفا ستجدين بطبيعة الحال تحسنا حقيقيا في العلاقة بينكما. محمد الأرضي رئيس الجمعية المغربية للمساعدين الاجتماعيين