في الوقت الذي كان ينتظر فيه الإعلاميون يوم الأربعاء قبل الماضي أن يتحدث رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم فوزي لقجع خلال اللقاء الذي عقده بالرباط عن جديد ملف الخلاف القائم بين المغرب والكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، والذي وصل بين يدي محكمة التحكيم الرياضي بسويسرا، اختار الرجل أن يخصص الحيز كله للحديث عما أسماه التصدعات الكبيرة والتشنجات التي كادت أن تتسبب في توقيف البطولة والناتجة عن التجاذبات السياسية، في إشارة إلى تصريح رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران بخصوص وصول رئيس الوداد البيضاوي والعضو في حزب الأصلة والمعاصرة، سعيد الناصري، إلى الفريق. قيام لقجع بتحويل الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم إلى ما يشبه الحزب السياسي، ينضاف إلى أخطاء أخرى كثيرة ومثيرة للجدل وقعت فيها جامعة الكرة. 1-رخص المدربين قضية المدرب خليل بودراع أبانت عن تناقض صارخ داخل الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم. بعد رحيل رشيد الطوسي عن فريق الجيش الملكي، تم التعاقد مع المدرب خليل بودراع الحامل لدبلوم للتدريب درجة «باء»، ومنحه المدير التقني المكلف بالتكوين، حسن حرمة الله، رخصة استثنائية لتدريب الفريق العسكري إلى غاية نهاية الموسم الجاري، قبل أن يتدخل رئيس الجامعة فوزي لقجع ليقرر سحب الرخصة من المدرب بودراع. هذا الأمر دفع الجيش الملكي إلى «التحايل» على الجامعة بتعيين حمادي حميدوش كمدرب رسمي للفريق، مع جعل بودراع مساعدا له ظاهريا، في حين أن المدرب الرسمي للفريق هو بودراع الذي سحبت منه الرخصة، بينما يبقى حميدوش مدربا «صوريا» للجيش. 2-فضيحة إلغاء طرد المسكيني شكل إلغاء الورقة الحمراء التي حصل عليها حارس مرمى الفتح الرباطي علاء المسكيني في مباراة المغرب الفاسي، فضيحة بكل المقاييس، خاصة أن ذلك جاء قبل أيام قليلة جدا من مباراة الفتح والوداد ودون الاستناد إلى أصحاب الخبرة في هذا المجال. إلغاء طرد المسكيني من طرف اللجنة التأديبية برئاسة الرئيس السابق للنادي القنيطري أنس البوعناني، والاستجابة لطلب الفتح الرباطي أثار جدلا كبيرا، خاصة أن الفريق المعني كان سيواجه الوداد بالحارس الأول لفريق الأمل، في ظل إصابة الحارس الرسمي عصام بادة والحارس الثالث للفريق الأول وطرد الحارس الثاني المسكيني. وبررت الجامعة قرارها بأن احتجاج علاء المسكيني ضد الحكم يوسف الهواري، كان باعتباره عميدا للفريق وأن احتجاجه لم يخرج عن اللياقة، في الوقت الذي أبقت على طرد مروان سعدان، لكن مبررات الجامعة لم تكن مقنعة، سيما أن مصطفى الليدر، عضو المديرية الوطنية للتحكيم كان أدلى برأيه في الواقعة حين شارك في البرنامج التلفزيوني «الحكم الآخر» حيث اعتبر أن طرد اللاعب كان مستحقا، بعد أن بالغ في الاحتجاج. وبرر الليدر رأيه بالقول:»إن علاء المسكيني غادر مرماه وتوجه للاحتجاج على الحكم وهو تصرف غير مقبول»، على حد قوله. وحين استفسره منشط البرنامج حول مشروعية احتجاجية، على اعتبار أنه عميد للفريق، أجاب عضو مديرية التحكيم قائلا: «إن حمل اللاعب لشارة العمادة لا يعني احتجاجه على الحكم. فشارة العمادة تعني فقط تسيير شؤون فريقه على أرضية الملعب، لكنها لا تخول له الاحتجاج ضد الحكام»، يقول الليدر. 3-لقجع يحول الجامعة إلى حزب سياسي رغم أن فوزي لقجع رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم سبق له أن أعلن أنه لايعرف مقر حزب «البام» وأن لا علاقة له بالسياسة، فإن لقجع بخطوته بالإعلان عن تهديده ب»توقيف البطولة» يكون قد أدخلها قولا وفعلا إلى مستنقع السياسة، راسما بذلك علامات استفهام كبيرة، ومخلفا الكثير من الجدل، خصوصا أن البطولة الوطنية لم يسبق لها أن توقفت تحت أي سبب من الأسباب. لقد قال لقجع في ندوته الصحفية ليوم الأربعاء قبل الماضي: «خلال الأسابيع الماضية عرف الجسم الكروي تصدعات كبيرة وتشنجات كادت أن تقحم كرتنا الوطنية في أمور لا تحمد عقباها نتيجة التجاذبات السياسية التي عرفتها الساحة الكروية». وأضاف: «فبعد التصريحات والتصريحات المضادة وبما أنكم تعرفون جيدا النسيج والتركيبة التي تدبر أمور فرقنا الوطنية ظهرت مجموعة من العوامل التي جعلتنا مقتنعين بأن نهدأ الأجواء بتوقيف الممارسة الرياضية إلى حين عودة المياه إلى مجاريها و أنتم على إطلاع كيف كان سيكون تصرف مجموعة من الجماهير و كيف كانت ستكون العواقب لو استمرت الأمور في نفس الاتجاه». وأوضح لقجع أنه في نفس الاجتماع «تم توضيح أن المبدأ العام للقانون الدولي سواء المنظم للفيفا أو «الكاف» يستوجب بل يستلزم ولا يقبل في أي حال من الأحوال أن تتدخل أي جهة في تدبير شؤون كرة القدم وتبقى الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم هي المؤسسة الوحيدة المخول لها أن تدبر هذه الأمور وفق القوانين المنظمة للعبة». وزاد قائلا: «تبعا لهذا اللقاء تم الإتفاق على مواصلة النشاط الكروي في ظروف عادية تفادي هذا التوقيف الذي كان قناعة راسخة لتمكننا أولا من تدبير الممارسة الكروية وطنيا و تجاوز الظروف التي تعيشها الكرة»، ثم أعلنت الجامعة أن رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران قدم اعتذاره للقجع، وهو الأمر الذي نفاه بنكيران، قبل أن يدخل حزب العدالة والتنمية على الخط، ويؤكد أن لقجع تعرض لضغوط من جهات تريد أن تتحكم في جميع المجالات. 4-خطأ في «البروتوكول» مع حياتو بعد أن تقدم المغرب بطلب لتأجيل منافسات كأس أمم إفريقيا 2015 في نونبر الماضي، قدم رئيس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، الكامروني عيسى حياتو، إلى المغرب من أجل ملاقاة رئيس الجامعة الملكية المغربية للكرة فوزي لقجع ووزير الشباب والرياضة السابق محمد أوزين. الجامعة ارتكبت خطأ ساذجا يتعلق بالأمور التنظيمية و»البروتوكول». أولا، لم يتكفل لقجع بشكل شخصي باستقبال حياتو بالمطار، وبدلا من ذلك تم تكليف العضوين الجامعيين محمد جودار ومحمد بودريقة للقيام بالمهمة. وصل حياتو إلى المطار وظل ينتظر في البهو وصول مستقبليه، الذين وصلا بشكل متأخر إلى المكان، وهو خطأ كان المغرب في غنى عنه، إلى جانب مبادرة لقجع إلى توجيه دعوات إلى مسؤولي الاتحادات الإفريقية للحضور إلى منافسات كأس العالم للأندية التي أقيمت بالرباط ومراكش، بدون الرجوع إلى رئيس «الكاف»، الذي قرأ مبادرة لقجع من زاوية أخرى. 5-هجوم أعضاء جامعيين على التحكيم بعد أن تقدم المغرب بطلب لتأجيل منافسات كأس أمم إفريقيا 2015 في نونبر الماضي، قدم رئيس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، الكامروني عيسى حياتو، إلى المغرب من أجل ملاقاة رئيس الجامعة الملكية المغربية للكرة فوزي لقجع ووزير الشباب والرياضة السابق محمد أوزين. الجامعة ارتكبت خطأ ساذجا يتعلق بالأمور التنظيمية و»البروتوكول». أولا، لم يتكفل لقجع بشكل شخصي باستقبال حياتو بالمطار، وبدلا من ذلك تم تكليف العضوين الجامعيين محمد جودار ومحمد بودريقة للقيام بالمهمة. وصل حياتو إلى المطار وظل ينتظر في البهو وصول مستقبليه، الذين وصلا بشكل متأخر إلى المكان، وهو خطأ كان المغرب في غنى عنه، إلى جانب مبادرة لقجع إلى توجيه دعوات إلى مسؤولي الاتحادات الإفريقية للحضور إلى منافسات كأس العالم للأندية التي أقيمت بالرباط ومراكش، بدون الرجوع إلى رئيس «الكاف»، الذي قرأ مبادرة لقجع من زاوية أخرى. 6-واقعة «شيك» بودريقة أثار تسليم رئيس الرجاء البيضاوي ونائب رئيس الجامعة، محمد بودريقة، شيكا بقيمة 30 مليون سنتيم لنهضة بركان لإنهاء صفقة انتقال اللاعب عبد الهادي حلحول إلى صفوفه، جدلا كبيرا مع انطلاق بطولة هذا الموسم. نهضة بركان، فريق رئيس الجامعة فوزي لقجع، كان طرفا في هذا الملف الذي اعتبره كثيرون بمثابة «فضيحة»، بعد أن تسلم شيكا موقعا من رئيس الرجاء لإتمام صفقة انتقال لاعب يلعب للمغرب الفاسي. بودريقة حاول الدفاع عن نفسه بالتأكيد على أنه أعار مبلغ 30 مليون سنتيم لنهضة بركان لإتمام صفقة انتقال عبد الهادي حلحول من «الماص» إلى فريقه الجديد. رئيس الرجاء قال إنه أعطى 30 مليون من ماله الخاص وليس من مال الفريق «الأخضر»، لحل مشكل انتقال اللاعب حلحول إلى نهضة بركان، وأكد أن الأخير والمغرب الفاسي اتفقا على مبلغ 70 مليون سنتيم مقابل انتقال اللاعب، قبل أن يقرر الرئيس السابق ل «الماص»، مروان بناني، الرفع من قيمة الصفقة لتبلغ 100 مليون سنتيم بعد دخول أندية أخرى على الخط. بودريقة قال إن ممثل نهضة بركان أحضر معه شيكا بمبلغ 70 مليون، وأنه تدخل شخصيا لتسديد الباقي في صفقة انتقال حلحول إلى النهضة البركانية، ثم استرد المبلغ لاحقا. الموضوع أثار جدلا كبيرا، خاصة أن الأمر يتعلق بتسديد نائب رئيس جامعة كرة القدم لمبلغ لصالح فريق رئيس الجامعة. 7-سوء تقدير لقجع لعقوبات «الكاف» في منتصف شهر يناير الماضي، وتزامنا مع انطلاق منافسات كأس أمم إفريقيا 2015 في غينيا الاستوائية، أطل علينا رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، فوزي لقجع، بتصريح طمأن المغاربة وجعلهم يتفائلون ويستبشرون خيرا. لقجع قال في تصريح لإحدى الإذاعات إنه عقوبات الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم تجاه المغرب ستكون مالية فقط وأنها لن تخص الجانب الرياضي، وأشار إلى تواجد عامل القوة القاهرة الذي تنص عليه بنود «الكاف» والذي حال دون تنظيم المغرب لكأس الأمم الإفريقية ودفعه إلى طلب تأجيل المنافسات إلى موعد لاحق بسبب انتشار وباء «إيبولا». في نهاية الأمر، جاءت عقوبات الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم عكس توقعات لقجع، وأبانت عن سوء تقدير للرجل الذي منح للمغاربة أملا كبيرا، قبل أن يشهر عيسى حياتو سيف العقوبات في وجه المغرب بحرمانه من المشاركة في كأس أمم إفريقيا لعامي 2017 و2019 وتغريمه مبلغ 10 ملايير سنتيم. 8-تبذير للمال في «الموندياليتو» ارتكب القائمون على تنظيم كأس العالم للأندية التي أقيمت شهر دجنبر الماضي بمراكش والرباط، هفوات كبيرة بخصوص الحجوزات في الفنادق الفخمة للمدينة «الحمراء»، إذ تم الحجز لبعض الأعضاء الجامعيين والشخصيات المدعوة لحضور الحدث العالمي في فندقين في نفس المدينة، مما اعتبره المتتبعون تبذيرا للمال العام. وتم حجز غرف رفيعة وأجنحة دبلوماسية تتراوح بين 5500 و9000 درهم لليلة الواحدة لنفس الأشخاص في فندقين مختلفين، لصالح أعضاء في المكتب الجامعي. 9-لقجع وجمع شباب الحسيمة حضور رئيس الجامعة فوزي لقجع إلى الجمع العام لفريق شباب الريف الحسيمي الصيف الماضي محطة أخرى أسالت الكثير من المداد، خاصة أن لقجع لم يحضر إلى أي جمع لأي فريق آخر باستثناء الفريق الحسيمي، وهو الأمر الذي فتح باب التأويلات على مصراعيه. وذهبت معظم التأويلات إلى قيام لقجع برد الجميل لشباب الريف الحسيمي، الذي يعتبر رئيسه الشرفي هو إلياس العماري، الذي تردد أنه دعم بقوة لقجع كي يصبح رئيسا للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم ومهد له الطريق ليشغل هذا المنصب عوضا عن علي الفاسي الفهري. لقجع من جهته قال بأن شباب الريف الحسيمي كان هو الفريق الوحيد الذي وجه له دعوة ليحضر إلى جمعه العام وبأنه كان متواجدا حينها بالمدينة ذاتها في إطار مجال عمله، كما أكد أنه صديق قديم للعماري أيام كان طالبا في معهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة، وأن صداقته مع العماري ليست هي التي جعلته رئيسا للجامعة. 10-توقيفات الحكام وازدواجية الجامعة أظهرت توقيفات الحكام ازدواجية الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، التي سارعت إلى الكشف عن عقوبات الحكام ومدة إيقافهم وطبيعة الأخطاء التي تسببت في ذلك، بينما صرفت النظر عن نشر أسماء حكام آخرين تعرضوا للتوقيف. واستشاط عدد من الحكام غضبا بعد نشر أسمائهم وتفاصيل عقوباتهم في الموقع الرسمي للجامعة، خاصة أن زملاء لهم ارتكبوا أخطاء أدت إلى توقيفهم ولم يتم نشر أسمائهم. وكانت الجامعة قد أوقفت 11 حكما خلال شهر فبراير الجاري، علما أنه لم تكشف عن عوقبات سابقة اتخذتنها في حق حكاتم آخرين هذا الموسم.