سمير باشري واقعة مثيرة للجدل أثارتها تذاكر مباراة القمة بين أولمبيك أسفي وضيفه الرجاء الرياضي برسم الدورة 20 من البطولة الاحترافية، التي احتضن مجرياتها ملعب المسيرة الخضراء بأسفي، بعد قرار الزيادة في ثمنها بنسبة 50 في المائة والتراجع عنه في زمن قياسي، فقد كشفت بجلاء ضعف المكتب المسير للفريق في دفاعه عن قراره الذي تم اتخاذه في اجتماع مسؤول بحضور جميع المتحكمين في شؤون الفريق، إذ بسرعة البرق تم التراجع عنه بإعادة التذاكر إلى ثمنها الأصلي بقرار من بعض النافذين داخل المكتب المسير ضاربين بعرض الحائط مصداقية باقي الأعضاء، الذين لم ينبسوا ببنت شفة وعبروا عن غضبهم في صمت، معبرين لبعض المقربين منهم عن استغرابهم من ذلك . والغريب في الأمر أنه تم الاتفاق في اجتماع رسمي على الزيادة في ثمن التذاكر، وتم التأكيد على تفعيله وهو ماتم، حيث تم طبع الملصق الرسمي للمواجهة الذي بدأ العمل به منذ تشكيل المكتب الحالي، وتم وضعه على الموقع الرسمي وعلى الصفحة الرسمية للفريق على مواقع التواصل الاجتماعي بالثمن الجديد، وبعده بدأت تعليقات الجماهير على القرار كلها سخط وتدمر من المكتب المسير وطريقة تعامله مع الأنصار والمحبين. ووضع هذا القرار مسؤولي أولمبيك أسفي في موقف حرج أمام الجماهير والأنصار، بعد قطيعة مع الملعب دامت لعدة دورات منذ الشطر الأول من البطولة الاحترافية من الالترا شارك أكبر الفصائل المساندة للنادي،إذ وجد رئيس الفريق نقسه مجبرا على الرضوخ لمطالب الجماهير، خاصة بعد انفضاح أمر العدد الهائل من الدعوات الخاصة بالمنصة الشرفية و الدعوات المجانية للمدرجات المكشوفة، التي يتم تخصيصها لأعضاء المكتب المسير بمعدل 6 دعوات لكل عضو وثلاث للمنخرطين والباقي يتم توزيعه على شركاء النادي وبعض المقربين والمنتفعين. ومازاد من غضبة جل مكونات أولمبيك أسفي، تطبيق القرار دون سابق إعلان من إدارة النادي، لشرح تفاصيل هذه الزيادة و الغاية منها عبر بلاغ أوبيان، كما تفعل الأندية التي تحترم نفسها وتقدر جماهيرها، حتى لحظة التراجع عن القرار لم يتم الإخبار به بشكل رسمي بعد أن تم وضعه خلسة على الموقع الرسمي للفريق بشكل جاف دون تقديم اعتذار للجماهير وشرح حيثياته . وليست هي المرة الأولى التي يتم فيها ضرب عمل اللجن الوظيفية بأولمبيك أسفي، ففي مواجهة الوداد الرياضي خلال الشطر الأول من البطولة الاحترافية، تم تشكيل لجنة تنظيمية للسهر على التدابير التنظيمية التي تسبق هذه المواجهة المواجهة، وكان أول قراراتها الرفع من ثمن التذاكر وطبعت 5000 تذكرة للمواجهة، ليفاجأ أعضاؤها بالتراجع عن قرار الزيادة، مافرض عليهم إعادة طبع تذاكر أخرى بالثمن القديم، وإتلاف التذاكر الأولى وتحميل الصائر لخزينة الفريق. يبدو أن مسؤولي أولمبيك أسفي لايملكون الشجاعة الأدبية لتوضيح خلفيات التراجع عن الزيادة في ثمن تذاكر مواجهة الرجاء، بعد إعلانهم على الموقع الرسمي برفع ثمنها إلى 30 بدل 20 درهما، لكن سرعان ماتراجعوا عن القرار في أقل من 24 ساعة دون تعليل ذلك، في وقت ثارت فيه حفيظة الجماهير الآسفية و عبرت في حينه عن استيائها من هذا القرار التي اعتبرته ارتجاليا ورفضته جملة وتفصيلا وهددت بمقاطعة هذه المواجهة. إن هذه التناقضات في القرارات تتبث بجلاء قصور الرؤيا لدى بعض مسؤولي أولمبيك أسفي، وتؤكد أنهم بعيدون كل البعد عن التسيير الاحترافي في تدبير شؤون الفريق، خاصة في التعامل مع الجمهور كرأسمال للنادي، وكقيمة مضافة بمساندته اللامشروطة وبتشجيعه الحضاري و للوحات الجميلة التي يرسمها في المدرجات، وكركيزة اقتصادية كبرى إن أحسن استغلالها في مضاعفة الإيرادات بدل العودة إلى ميزانية النادي لاستكمال المصاريف التنظيمية للمباريات و من خلال جلب مستشهرين جدد، متناسين أن هذا الجمهور هو الذي يجعل صمت المدرجات يتفجر إبداعا ويتحول إلى نجومية تغطي على الرتابة داخل رقعة الميدان، متناسين في الوقت نفسه أن الجمهور يبقى هو الخيار الأول والقوة الضاربة لجميع الأندية الكبرى.