قرر الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالقنيطرة، منذ أيام، إحالة الشاب الذي انهال على رأس والده بمنجل وأرداه قتيلا، على قاضي التحقيق بنفس المحكمة، من أجل ارتكابه جريمة القتل العمد في حق أحد أصوله طبقا للفصل 396 من القانون الجنائي. وقالت المصادر إن الوكيل العام وجه التماسا إلى عبد الرحمان مستقيم، رئيس غرفة التحقيق الأولى، بإجراء بحث معمق في هذه النازلة، والأمر باعتقال المتهم «ع ل ه»، وإيداعه السجن المحلي بالقنيطرة. وانطلقت وقائع هذه القضية، حينما نشبت مشادات كلامية حادة بين الأب الضحية وابنه، بسبب مطالبة هذا الأخير لوالده بتقسيم تركته، وتمكينه من نصيبه من الإرث، نظرا للظروف المادية المزرية التي يعيشها. وبحسب الاعترافات المدونة في محاضر رسمية، فإن المتهم، البالغ من العمر 39 سنة، متزوج وأب لطفلين، والذي سبق أن سجن سنة 2011 بتهمة اغتصاب قاصر، انتابته حالة غضب شديد بسبب سوء أحواله المعيشية، حينما قرر مصارحة والده بشأن رغبته في الحصول على ما يستحقه من الإرث، حيث تجاذبا معا أطراف الحديث في هذا الأمر بمنزل الأسرة الكائن بدوار «الشعرة» قيادة «الصفصاف» إقليمسيدي قاسم، قبل أن تتطور الأمور إلى اشتباكات خطيرة بين الطرفين، بعدما رفض الأب الاستجابة لطلب ابنه، داعيا إياه إلى عدم الخوض مجددا في هذا الموضوع. واستنادا إلى المصادر نفسها، فإن قرار الرفض ولّد لدى الابن الرغبة في الانتقام، فدخل مع الهالك في عراك بالأيدي، أنهاه الابن لصالحه، بعدما هوى على رأس والده بمنجل كان يستعمله في عمله بأحد الحقول، ليسقط مغمى عليه، والدماء تنزف بغزارة من الجرح الغائر في رأسه، فيما لاذ المشتبه فيه بالفرار، قبل أن يتم اعتقاله في وقت لاحق من طرف عناصر الدرك الملكي بمركز مشرع بلقصيري، ووضعه تحت الحراسة النظرية، بعد الشكاية التي وضعها ضده أحد أشقائه. ووفق معلومات مؤكدة، فإن الوالد، نقل على وجه السرعة إلى قسم المستعجلات التابع للمركب الجهوي الاستشفائي بالقنيطرة، وهو في حالة صحية حرجة، حيث وضع تحت العناية المركزة لخطورة إصابته. ونظرا لوضعه غير المستقر، قرر رجال الدرك تأجيل الاستماع إلى تصريحات الأب المصاب بشأن ما تعرض له من اعتداء، وتمديد الحراسة النظرية في حق الابن الموقوف بتهمة جنحة الضرب والجرح في حق الأصول باستعمال السلاح، قبل أن تتم إحالته في حالة اعتقال على وكيل الملك بابتدائية سيدي قاسم. مسار هذه القضية سيتخذ، بعد مرور ثلاثة أيام فقط، منحى قانونيا مغايرا، إثر توصل المركز الترابي للدرك الملكي بمشرع بلقصيري بإفادة من مستشفى الإدريسي بالقنيطرة تشير إلى وفاة الوالد متأثرا بالجروح التي أصيب بها في الاعتداء، حيث تم إشعار النيابة العامة بسيدي قاسم بهذا المستجد الخطير، والتي قررت على إثره توجيه ملتمس بعدم اختصاصها في البت في هذه النازلة، لكون الفعل المرتكب من قبل المتهم يكتسي صبغة جنائية.