لم يتوصل القنصل المغربي، علاء الدين بنهادي، بسفارة المغرب بالسعودية، براتبه الشهري منذ 3 أشهر، والسبب أن السفير المغربي بالرياض عبد الكريم السمار (75 سنة)، قام ب«الحجز» على حسابه البنكي بعد «خلافات» وصلت إلى الباب المسدود بين الطرفين. واندلعت هذه الخلافات، حسب مصدر مطلع، عندما اتصلت زوجة السفير السمار، وهي مواطنة مصرية، في أواخر ماي الماضي، بالقنصل بنهادي وطلبت منه الانتقال فورا إلى مركز للشرطة بالحي الديبلوماسي بالرياض من «أجل التوسط في الإفراج عن فتاة مغربية (21 سنة) معتقلة من طرف الأمن السعودي منذ 5 أيام»، غير أن القنصل بنهادي امتنع في البداية عن تنفيذ هذا الأمر طالما أنه غير صادر عن السفير وإنما عن زوجته المصرية، كما أن اتصال المعنية بالأمر بالقنصل المغربي جاء بعد ساعتين من انتهاء التوقيت الإداري المعمول به في السعودية. ودخل الإثنان في نقاش حاد قبل أن يستسلم القنصل المغربي لزوجة السفير ويقرر التنقل إلى مركز الشرطة، رفقة مندوب اجتماعي من السفارة، ليكتشف أن الفتاة المغربية، والتي تتحدر من مكناس، غير معتقلة وإنما لجأت إلى هذا المركز للشرطة بعد فرارها من منزل سعودي حاول اغتصابها. وتطورت الأمور إلى الأسوأ عندما اتصل القنصل بنهادي من داخل مركز الشرطة السعودي ليخبر زوجة السفير بجديد هذه القضية، ليفاجأ بقولها له «إنني قررت أن يشتغل معك في مثل هذه القضايا المرتبطة بمشاكل الجالية المغربية موظف آخر غير المندوب الاجتماعي الذي يرافقك»، حينها رد عليها القنصل المغربي بالقول «أنا لا أتلقى الأوامر إلا من سعادة السفير»، لتنتهي هذه المكالمة على وقع جملة أخرى تدفقت على لسان الزوجة الغاضبة «أنا التي أقرر». وبعد بضعة أيام على مرور هذا الحادث، الذي صادف وجود السفير المغربي بدمشق، تقرر حجز الحساب النبكي للقنصل بنهادي من طرف السفير المغربي قبل أن يصدر قرار آخر يقضي بعودته إلى المغرب للالتحاق بإلادارة المركزية لوزارة الخارجية بالرباط، غير أن «المعني بالأمر امتنع عن تنفيذ قرار العودة إلى المغرب في انتظار إيجاد حل لأبنائه الأربعة الذين يدرسون بالسعودية». ودخل على الخط في هذه القضية المغاربة المقيمون بالسعودية، عبر جمعية ممثلة لهم، حيث وجهوا رسالة مطولة إلى الطيب الفاسي الفهري وزير الخارجية المغربي، يعلنون فيها تضامنهم مع القنصل المرحل ويعتبرون ترحيله إجراء تعسفيا، فيما رفض القنصل بنهادي في اتصال مع «المساء» إعطاء أي تصريح في هذه القضية واكتفى بالقول «أنا من الذين يحترمون مهنتهم وأفضل حل مشاكلي باللجوء إلى المسؤولين عني في الوزارة وليس باللجوء إلى الصحافة». يذكر أن السفير المغربي عبد الكريم السمار أحيل على التقاعد منذ 1996، وهي السنة التي عين فيها سفيرا بالسعودية ولم يسبق أن شلمته قرارات التنقيل إلى الإدارة المركزية بالرباط، كما هو الشأن مع باقي الديبلوماسيين المغاربة منذ 35 سنة.