اختتم المؤتمر الإسلامي لوزراء الثقافة أعمال دورته السادسة في باكو، عاصمة جمهورية آذربيجان، التي امتدت من 13 إلى 15 أكتوبر 2009، باختيار مدينة النجف عاصمة للثقافة الإسلامية لعام 2012 ، والشارقة عاصمة للثقافة الإسلامية عام 2014. كما اعتمد اللائحة الجديدةلعواصم الثقافة الإسلامية للفترة الممتدة من 2015 إلى 2024. وقد دعا المؤتمر المديرَ العام إلى توسيع قاعدة عواصم الثقافة الإسلامية لتشمل عواصم ومدناً تاريخية إسلامية من خارج الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي. وقد مثل المغرب في هذه الدورة وزير الثقافة بنسالم حميش، الذي أكد على الدور الذي لعبته المملكة المغربية منذ تأسيس منظمة المؤتمر الإسلامي وفي الدفاع عن قضايا المسلمين العادلة، وفي مقدمتها قضية القدس الشريف، وعلى مطالبة المجتمع الدولي بضرورة احترام القانون وحماية الساكنة والمؤسسات الفلسطينية والمآثر الإسلامية المهددة من طرف إسرائيل. وفي موضوع الإسلاموفوبيا والصور السلبية التي تروجها بعض الأوساط عن الإسلام والمسلمين، أشار الوزير إلى تكاثر بعض الكتابات في البلدان الغربية، التي تهاجم الإسلام تحت غطاء حقائق علمية مفترضة. وأثار الانتباه إلى أن عددا من مؤلفيها مفكرون من أصل عربي أو إسلامي تنقصهم الحجج ولا يتخذون المسافة التاريخية الضرورية اللازمة لتناول مثل هذه الموضوعات. واعتمد المؤتمر، الذي عقد تحت شعار: «السياحة الثقافية : الحفاظ على التراث وتعزيز التواصل الثقافي بين الشعوب»، مشروع َ«استراتيجية تنمية السياحة الثقافية في العالم الإسلامي»، الذي أعدته الإيسيسكو، والذي دعا الدول الأعضاء والمنظمات الإقليمية والدولية المعنية إلى التعاون معها لتنفيذ مقتضيات هذه الاستراتيجية وتوجّهاتها، وأكد على الدور الفعال للسياحة الثقافية في العمل الثقافي بصفة خاصة، والعملية التنموية بصفة عامة. كما اعتمد المؤتمر مشروع خطة العمل حول إحياء طرق التواصل الثقافي بين شعوب العالم الإسلامي (طرق الحج نموذجاً) وتفعيلها. وندد المؤتمر بالممارسات الإسرائيلية في القدس الشريف، وطالب سلطات الاحتلال الإسرائيلي بالوقف الفوري لأعمال الحفريات والتنقيب الأثري في المسجد الأقصى المبارك، وبناء المتاحف والكنائس اليهودية بجوار المسجد الأقصى، وبناء جدار الفصل العنصري، لكون هذه المشروعات تشكل انتهاكاً سافراً للقانون الدولي. وعقدت في إطار المؤتمر مائدة مستديرة وزارية حول موضوع (تعزيز الحوار والتنوع الثقافي)، بمشاركة عدد من الوزراء أعضاء المؤتمر، وممثلين لعدد من دول مجلس أوروبا. وصدر في ختامها بيان أكد فيه وزراء الثقافة في دول منظمة المؤتمر الإسلامي وممثلو دول مجلس أوروبا على ضرورة العمل على استكشاف مقاربات جديدة لتحقيق التحالف بين الحضارات والحوار بين الثقافات وإتاحة فرص جديدة للتعاون بين الدول، اعتماداً على السبل والإمكانات التي توفرها الثقافة والفنون والتراث، وكل أشكال التعبير الثقافي للأمم والشعوب الكفيلة بإيجاد أنساق ثقافية عالمية مشتركة تمكن من تجاوز الحدود اللغوية والعرقية الضيقة، وتشكلُ مصدراً للتفاعل والتواصل، وتمثل ركيزة أساسية لإشاعة روح الأخوة والسلم لدى الإنسان، وتحُدَّ من أشكال الغلو والتطرف والتعالي الحضاري.