سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مريضة مسنة ترقد في غرفة حديثة الطلاء وأزمة تنفس تكلف صاحبها خمسة ملايين شكايات تتهم أطقمها بارتكاب أخطاء قاتلة وإدارتها بالنفخ في الفواتير وإهمال «الضيوف»
تتلقى الإدارة الجهوية للصحة بفاس عددا كبيرا من الشكايات تذكر تفاصيل أحداث غريبة يعيشها المرضى مع المصحات الطبية الخاصة بالمدينة. وأقر المدير الجهوي للصحة، الدكتور علال العمراوي، في تصريح سابق ل«المساء» بهذا الكم الكبير من الشكايات. وبالرغم من أنه وصف، في ذات التصريح الإجراء ب«الإيجابي»، فإنه لم يحدث أن أخبر الرأي العام المحلي عن فتح تحقيق حول أي ملف من الملفات التي أثارتها هذه التظلمات. كما لم يحدث أن اتخذت عقوبة إغلاق أي مؤسسة من هذه المؤسسات الطبية الخاصة. كما لم يسجل أن تدخلت هيئة الأطباء لاتخاذ أي إجراء ضد هذه المصحات المتهمة في أعمدة الصحف الوطنية. وتوجد بفاس حوالي 17 مصحة خاصة. وأغلبها يتعرض لانتقاد مواطنين يقولون إنهم يجدون أنفسهم بين مطرقة المصحات وسندان المؤسسات الطبية العمومية. ويتقاسم عدد من المشتكين القناعة ذاتها: بأن أغلب هذه المصحات لا تهمها سوى المداخيل اليومية الهائلة التي تدرها عليها فواتيرها التي عادة ما تتضمن مبالغ كبيرة على المرضى أن يؤدوها دون أي تأخير. وآخر شكاية توصلت «المساء» بها، تتعلق بمصحة اختارت أن تعيد صباغة مساحات واسعة من بنايتها دون أن تتوقف عن استقبال المرضى واستضافتهم للإقامة في غرفها. وتقول شكاية مواطنة مسنة أدخلت يوم الجمعة الماضي إليها وتمت استضافتها في القاعة 37، إن إدارة المصحة أخبرت العائلة، في بداية الأمر، بأن الأمر لن يستمر قبل أن تفاجأ بعكس ذلك. وزادت رائحة الطلاء الذي يستمر في خنق أنفاس المرضى، من تدهور الحالة الصحية لهذه المسنة البالغة من العمر 75 سنة. ولم تبال الإدارة بتظلمات متكررة لهذه العائلة التي تقول إنها لجأت إلى وسائل الإعلام على مضض. وفي مصحة أخرى اضطر أحد المرضى إلى شن «اعتصام» في إحدى القاعات التي أقام فيها بسبب غلاء كبير قال إن فاتورته تضمنته. ولجأ مقربون منه إلى عدة تدخلات لتخفيض هذا المبلغ رأفة بهذا المواطن الذي أصيب بنوبة تنفس وصفت ب«العادية» تطلبت معالجتها ما يقرب من 5 ملايين سنتيم. وحكى أحد المقربين منه أن مسؤولا رفض مده بأي تفاصيل عن المبالغ التي تضمنتها الفاتورة عندما سأله عن تدقيقات حول الميزانية التي استهلكها قريبه من الأدوية. واكتفى بمخاطبته قائلا: «أنت لا تعرف أي شيء عن الأدوية» ! وشهدت عدد من المصحات بالمدينة أخطاء طبية نجمت عن بعضها وفيات. وبالرغم من أن عددا من وسائل الإعلام قد تطرقت لشكايات أطراف عائلية تتهم ألأطقم الطبية بهذه المصحات بالتهاون والتسبب في هذه الوفيات، فإن أي تحقيق لم يفتح في أي من هذه الملفات. وآخر هذه الملفات التي ولجت القضاء ملف سيدة حامل تم شفط رأس جنينها ب«مصاص إلكتروني» في إحدى المصحات «الاجتماعية»، قبل أن تجرى لها عملية جراحية انتهت باستئصال رحمها.