لم تكن أرامل المغني الكبير المرحوم عبد الصادق شقارة يعتقدن أن يؤول وضعهن الاجتماعي إلى ما آل إليه بعد وفاته. ولد عبد الصادق شقارة بمدينة تطوان سنة 1931، بدأ حياته الدراسية في الكتاب ثم تابع دراسته في المدرسة الابتدائية، وقد كان لمحيطه العائلي تأثير واضح على مساره، إذ تأثر بوالديه الحاج أحمد والسعدية الحراق اللذين تعلم منهما فن الذكر والسماع والطرب الأندلسي. وكانت هذه التربية التي تلقاها في صغره هي التي شقت له طريق الفن والغناء. عمل عبد الصادق شقارة في الإذاعة الوطنية، غير أن راتبه لم يكن كافيا، فأمر الملك الراحل الحسن الثاني بأن تخصص له منحة شهرية من وزارة الثقافة. وتقدر تلك المنحة ب 5000 درهم. ولكن بمجرد أن مات عبد الصادق شقارة، توقفت وزارة الثقافة عن مد ورثته بتلك المنحة. وأصبحت الأرامل الثلاث للمغني يكتفين بمعاش يصل إلى 180 درهما في الشهر الواحد، وكل عائلة تحصل على 60 درهما. وتساءل أحد العارفين بخبايا هذا الموضوع: «هل تاريخ هذا المغني يساوي فقط 180 درهما، خاصة وأن أغلب أغانيه تعرضت للقرصنة وأصبحت تغنى من قبل مطربين آخرين بإيقاعات أخرى دون أن يحصل ورثته على أي درهم».