أصدرت غرفة الجنايات الابتدائية باستئنافية القنيطرة، الاثنين الماضي، أحكاما بالسجن النافذ، بلغت في مجموعها 42 سنة، في حق أربعة متهمين بارتكاب جريمة قتل، راح ضحيتها الشاب «علال.غ»، 17 سنة، إثر تلقيه طعنة سكين، نقل على إثرها إلى مستشفى ابن سينا بالرباط، حيث لفظ أنفاسه الأخيرة. وهكذا قضت بإدانة الظنين «بوطيب. أ» باثنتي عشرة سنة سجنا نافذا، فيما حكمت على «يوسف.إ.» و«كريم.م.و.ل» بعشر سنوات سجنا نافذا لكل واحد منهم، هذا في الوقت الذي يحاكم فيه خمسة قاصرين في حالة سراح، متورطين هم أيضا في نفس الجريمة، في ملف منفصل، نظرا لحداثة سنهم. وكان المحامي أحمد حداش، قد اعتبر خلال مرافعته لفائدة أحد المتهمين أن هذه النازلة هي كارثة بكل المقاييس، ومأساة اجتماعية حقيقية للجميع، فمن جهة، أزهقت روح شاب في ريعان شبابه، ومن جهة أخرى، كشفت تورط شبان في عمر الزهور ليس لهم ماض إجرامي، حيث ولجوا عالم الجريمة بالصدفة، وهو ما يفرض، يضيف حداش، تعاطيا خاصا مع هذا الملف، يضمن جبر الضرر، وفي نفس الوقت يراعي إنقاذ المتهمين من أن يتحولوا إلى مشاريع مجرمين، مؤكدا أن هناك عوامل أساسية هيأت الظروف لارتكاب الجريمة، منها ضعف تأطير الشباب، وانعدام المرافق الاجتماعية بمدينة سيدي سليمان، والطرد المبكر من الدراسة، ملتمسا اعتبار الأمر مجرد مشاجرة أدت إلى وفاة دون نية إحداثها طبقا للفصل 405 من القانون الجنائي. وانطلقت وقائع هذه القضية، في الرابع عشر من شهر ماي الماضي، حينما تم العثور على الضحية «علال.غ.» مضرجا في دمائه بحي السلام بمدينة سيدي سليمان، إثر إصابته بجروح بليغة، حيث نقل على وجه السرعة إلى قاعة الإنعاش بمصحة السلام بالمدينة نفسها، ومنها إلى مستشفى ابن سينا، بعد تدهور حالته الصحية، التي اقتضت إجراء عملية جراحية مستعجلة لإنقاذ حياته. وقالت المصادر إن التحقيقات الأولية التي باشرتها عناصر الشرطة القضائية بمسرح الجريمة، مكنت من تحديد هوية المتهم بتنفيذ هذا الاعتداء، ويدعى «بوطيب.أ.»، ومن معرفة مرافقيه، المتهمين بدعم الجاني ومشاركته في هذه الجريمة. وبعد حملة تمشيطية واسعة النطاق، تم اعتقال الأظناء جميعهم، باستثناء المتهم الرئيسي، الذي ظل في حالة فرار، إلى أن أقدم على تسليم نفسه في اليوم الموالي من ارتكاب حادث الاعتداء، حيث توبعوا خلال التحقيقات الأولية بتهم تتعلق بالضرب والجرح بواسطة السلاح الأبيض المؤدي إلى جروح بليغة مع سبق الإصرار والترصد، قبل أن يتم تكييف التهم من جديد، لتتحول إلى جريمة قتل، بعدما أشعرت إدارة المستشفى المذكور مصالح الأمن بوفاة الضحية، متأثرا بالطعنة، التي تلقاها على مستوى أعلى فخذه الأيمن، حين أقدم أحد الأظناء على طعنه من الخلف إلى غاية أسفل خصيتيه، مما تسبب له في تمزيق شرايين رجله. وبحسب الاعترافات المدونة بمحاضر الضابطة القضائية، فإن المشتبه فيهم، الذين يقطن معظمهم بثكنة القوات المساعدة بالمدينة نفسها، كانوا قد قرروا الاقتصاص من مجموعة من شباب حي «الغماريين»، والثأر منها، بعد الاعتداء الذي كانوا قد تعرضوا له، قبل يومين من التاريخ المذكور، من طرف هذه المجموعة، حيث قام الأظناء، الذين كانوا مدججين بالأسلحة البيضاء، بالترصد ل«أعدائهم» بالقرب من إعدادية «السلام» ليصادفوا الضحية، الذي بمجرد لمحه لهم، أطلق ساقيه للريح، لكن سرعان ما لحق به المتهم «بوطيب.أ.»، 20 سنة، ووجه له طعنة قوية بالسكين أصابته على مستوى الفخذ من الخلف، ليتوارى الجميع عن الأنظار، إلى أن نجحت الفرقة المحلية للشرطة القضائية في اعتقالهم وتقديمهم للعدالة.